من دفتر اليوميات: ٥٠ يوم بدون قهوة

 







يومك يغدو مرهقًا حين لا تنال كفايتك من النوم. يزعجني كثيرا أنني لا أستطيع التحكم بتوقيت خلودي إلى النوم. كثير من الأشياء تتعطل في اليوم التالي، الذي أقضيه من بدايته إلى نهايته أشبه بالزومبي. لكن هل تعلم ما هو أسوأ من عدم القدرة على النوم لفترة كافية؟ أن يتكرر هذا الأمر لأربع أو خمس ليالٍ متتالية


تكررت هذه الحالة مرة تلو مرة. وكنت ألحظ تأثير القهوة المباشر على جودة نومي. فكنت أقللها إلى كوب واحد قبل الظهر، وفي بعض الأحيان أتوقف عن شربها لفترة من الزمن، يتحسن فيها نومي ثم أعود إلى تناولها لأجدني أدور في دائرة الأرق مرة أخرى.



البداية

في الثاني من يونيو ٢٠٢٣ والذي صادف يوم جمعة، مر نصف اليوم ولم أفكر في شرب القهوة، فعزمت أن أستمر كذلك إلى الغد بما أنني في عطلة نهاية الأسبوع وليس لي حاجة للكافيين. كنت أكتفي بكوب أو كوبين من الشاي الأسود أو الأخضر. كذلك في اليوم الذي تلاه. أما في يوم الإثنين فقررت أن أتوقف عن شرب الشاي أيضا. أريد أن أتخلص من الكافيين في جسمي مرة واحدةوتوقفت عن الشوكولاتة كذلك.



الأعراض

يوم الخميس بدأت أعراض التخلص من الكافيين بالظهور. صداع شديد لا ينفع معه البندول. وشعور وبالتعب والإعياء. من حسن الحظ أنها صادفت عطلة نهاية الأسبوع التي قضيتها ملقىً عليّ فوق الأريكة. استمر الصداع لمدة ٣ أو ٤ أيام وكان الشيء الوحيد الذي يخفف من حدته هو النوم. صار يأتي بعد ذلك بشكل أخف، كذلك الشعور بالتعب بعد الأسبوع الأول بدأ يقل. النوم صار يتحسن للأفضل. وانتبهت إلى أنني صرت أحلم من بعد انقطاع.


جسمي كان معتمدا على الكافيين، أو بالأحرى مدمنا عليه. بدى جليا أنني كنت أداوم على شرب القهوة لأتجنب الآثار الكريهة التي تصاحب انقطاع الكافيين أو انخفاضه عن نسبة معينة. تماما مثل أي مدمن على أي مادة لا يستطيع التوقف عنها.


من الأشياء التي ساعدتني على الاستمرار في الامتناع عن شرب القهوة مقاطع اليوتيوب التي يتحدث فيها أصحابها عن تجربتهم مع التوقف عنها، وقراءة التعليقات عليها. استمعت إلى كتاب صوتي بعنوان The Easy Way to Quit Caffeine وكان له تأثير إيجابي على فك الارتباط مع القهوة على المستوى النفسي.


من الأمور التي ساعدت أيضا أنني أزلت كل ما يحتوي على الكافيين في المطبخ وخبأته في مكان لا أراه. ووضعت مكانهم كمية متنوعة من شاي الأعشاب. جربت أنواع عديدة. أعجبني منها شاي النعناع والبابونج وجربت لأول مرة مزيج من الينسون والكراوية والشمرة (Anise - Caraway - Fennel) والذي صار المفضل عندي. بالاضافة إلى قهوة الشعير الخالية من الكافيين بشكل طبيعي، والتي لها رائحة ومذاق يذكرني بالقهوة سريعة التحضير


النوم هو مصدر الطاقة، فكما كانت لدي طاقة كبيرة للحركة واللعب دون قهوة في سنوات الطفولة والمراهقة فكذلك يمكن للجسم أن يحصل على هذه الطاقة الان بدون قهوة. بل إنني لاحظت أنني أقوم بالتمارين الرياضية بشكل طبيعي جدا طالما نلت قسطا كافيا من الراحة.



الثيانين

لا أجد رغبة في شرب القهوة مجددا حتى لا ترجع دوامة الإدمان ومشاكل النوم، لكن رجعت إلى شرب الشاي الأخضر والأسود بعد شهر من الانقطاع عن الكافيين. أفضّل أنواع الشاي التي تحتوي على الثيانين L-theanine وهو حمض أميني له تأثير مهدئ يجعل الجسم يمتص الكافيين على شكل موجات وليس دفعة واحدة، وكذلك يلعب دورا في الاسترخاء وزيادة التركيز. هناك أربعة أنواع من الشاي الذي يحتوي على الثيانين وهي:


غيوكورو Gyokuro أحد أجود أنواع الشاي الياباني. الكوب الواحد يحتوي علي ٨٥ مغ من الثيانين و٣٥ مغ من الكافيين.

الماتشا هي بودرة الشاي الأخضر. يحتوي الكوب الواحد منها على ٣٦ مغ من الثيانين ومن ٧٠-١٠٠ مغ من الكافيين.

سنشا Sencha أحد أشهر أنواع الشاي الأخضر. الكوب الواحد منه يحتوي على ٢٥ مغ من الثيانين ومن ١٠-٧٠ مغ من الكافيين.

هوجيشا Hojicha شاي أخضر محمص. يحتوي على ٨ مغ من الثيانين في الكوب الواحد. ونفس الكمية من الكافيين. ما يجعله شراب مناسب في الليل.




من دفتر اليوميات: برلين - حوائط صد





 رفيق الرحلة


قبل موعد الرحلة بأربعة أيام كنت أتنقل بين مجموعة من الكتب على الكندل، أقرأ قليلا من كل كتاب ثم أتململ وأقرر أنه ليس ممتعا بما يكفي لاصطحابه معي في الرحلة. تكرر الأمر مع كتاب تلو الآخر حتى أحسست كما لو أنني فقدت الشغف بالقراءة عموما. في نفس هذه الحالة المزاجية أميل إلى إعادة قراءة كتاب أعجبني. لكن للأسف الرواية التي كنت أريد إعادة قراءتها أهديتها لأحد الأصدقاء ولم أجدها في المكتبات. فقررت اصطحاب كتاب "مناخ ٨٢" الذي يوثق قصة انهيار سوق المناخ في بداية الثمانينات بعد أن تضخمت قيمة التداولات فيه إلى ١٠٠ مليار دولار في وقت كان دخل الدولة السنوي من النفط لا يتعدى ٢١ مليار دولار. استشعرت صحبته الممتعة مذ شرعت في قراءته في المطار إلى أن أنهيت ١٠٠ صفحة منه وأنا في الطائرة. القراءة يجب أن تكون هكذا. إما كتاب يشدنا لننغمس فيه أو نركنه. الوقت محدود والكتب كثيرة.



الأهداف والسفر


كلما خططت للأشياء التي أريد أن أفعلها أجدني أنجز أقل بكثير مما خططت. لماذا أخطط للسفر؟ لأن بعض الرحلات تكون طويلة ولا أريد أن يفوت الوقت هكذا. فمع الذكريات الجميلة أريد أن أرجع بانجازات ولو بسيطة. اخترت ثلاثة أشياء: الأول: التأمل ١٠ دقاىق كل يوم. وكنت أستخدم تطبيق Waking Up لجلسات التأمل. الثاني: الدراسة مدة ساعة يوميا. فعلتها يوم واحد فقط. والثالث: تدوين اليوميات. أستخدم الهاتف لكتابة مختصر ما حدث في اليوم السابق.



التجول في المدينة


فور وصولي إلي أي مدينة أحب أن أخرج في جولة مع مرشد سياحي سيرا على الأقدام. أبحث عن هذه الرحلات في برنامج Airbnb.


حطت الطائرة في السابعة والنصف صباحا. غرفة الفندق تجهز في الثانية بعد الظهر، فما كان لي إلا أن أترك حقيبتي في الفندق وأخرج إلى أحد أفرع ستاربكس الذي منه ستبدأ الجولة. كنا ١٥ شخص والمرشدة روسية مقيمة في برلين. بدأنا عند الساعة ١٠:٣٠ وانتهينا عند الثانية. كمية كبيرة من المعلومات قذفتنا بها المرشدة. أتذكر منها أن أباطرة ألمانيا السابقين يسهل تذكر أسمائهم، فهي تتراوح ما بين ويليام أو فريدريك. كذلك الوضع الاقتصادي المزري الذي تلا خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، ففي ١٩١٩ كان الدولار الأمريكي يعادل ٤ مارك ألماني، أما في ١٩٢٣ وبعد التوسع في طباعة العملة لمواجهة التضخم ، فصار الدولار يعادل مليون مارك!

في البداية كان الرذاذ لطيفا. لكن من وقت لأخر تشتد زخات المطر. ثيابي تبللت. الهواء البارد جعل من المشي عملية غير مريحة. وصوت المطر الغزير يشوش على كلام المرشدة. لم أستمع لكثير مما قالته. طلبت سيارة أوبر وحين ركبت كان قائدها من أصل عربي سألني: كيف حالك؟ لم أتمالك نفسي فضحكت بصوت عالٍ وأن أنظر إلى ثيابي التي يترشش منها الماء.


قررت بعد عدة أيام القيام بجولة ثانية، وحرصت قبلها على لا تكون السماء ممطرة. المرشد ألماني اسمه هاري. يقول إن برلين لم تتعافى بعد من آثار كوفيد-١٩. فقبل ٢٠٢٠ كان يقوم بجولات يومية مع ١٥ سائح، أما الآن فبالكاد يقوم بهذه الجولات مرتين بالأسبوع. عددنا كان ١٠ أشخاص في تلك الجولة. أما عن أشهر الوجبات في ألمانيا فيقول هاري: "لو سألت أي طفل ألماني فسيخبرك أنه يحب الدونر". تلك السندويشة المحشية باللحم. ففي الستينات جاءت بعثة من الأتراك إلى ألمانيا وكان من المفترض أن يعودوا إلى تركيا بعد فترة من الزمن. إلا أنهم لم يعودوا. جلبوا معهم أسرهم وأكلاتهم ومنها الدونر التي غدت مطاعمها في كل مكان من ألمانيا. زرنا أماكن لا يتردد عليها كثير من زوار وسكان برلين. الأول مكان يحتوي على مجموعة من الأكشاك للأطعمة والمشروبات الأفريقية. اسمه YAAM.  الحشيش ممنوع في ألمانيا لكني سمعت أنه يباع هنا. المكان الثاني راق لي أكثر. اسمه Holzmarkt وفيه جلسات على النهر مظللة بالأشجار وبالقرب منه مجموعة من المخابز والمطاعم والمقاهي.



متاحف


زرت ثلاثة متاحف. الأول متحف السحر. بداية الدخول يعطونك أصفاد وسطها قطعة حديد وعليك أن تخرجها. ثم تأخذ ورقة فيها مجموعة من الأسئلة تحاول تجاوبها من خلال استخدام ما هو موجود في المعرض.

المتحف الثاني عن ألعاب الفيديو. صغير من دور واحد. لكنه يحوي كمية كبيرة من الألعاب اللي يقدر الزائر يلعبها.

المتحف الثالث عن التجسس. الأدوات المستخدمة للتجسس وقصص أشهر الجواسيس.

كلها متاحف ممتعة لجميع الأعمار (الأول والثاني سيستمتع فيه الأطفال أكثر)، ويمكنك قضاء ساعة إلى ساعة ونص في كل واحد.



حوائط صد


أول يوم في برلين كان طويل ومتعب. في نهايته خرجت أتمشى قرب الفندق إلى أن وصلت إلى حانة قريبة. كل من فيها يتحدث الألمانية. جلست أقلب نظري فيهم وأفكر في هذا الحاجز المعنوي الذي شُيّد بيننا. حاجز يعزلني عنهم رغم جلوسي بينهم؛ كلامهم بلغة لا أفهمها.


أذكر معلومة قرأتها عن نيوتن أنه اختار كتابة كتبه العلمية باللاتينية، اللغة التي لا يفهمها بها إلا النخبة، الذين يريد أن يخاطبهم، وحدهم. وأعرف أصدقاء عرب لا يعبرون عن أفكارهم في شبكات التواصل إلا بالإنجليزية. كأنهم يخلقون حائط يصد عنهم مجموعة من الناس. حوائط الصد هذه لا تقتصر على اللغة التي نتواصل بها. يمكن أن تكون الاهتمامات التي نصرف أوقاتنا إليها والعوالم التي ننغمس فيها ونعيشها إلى أن تصير صورتنا عند الآخرين موشومة بها. وهي تكمن أيضا من خلال تعبيرنا بوضوح عن أنفسنا. هذا التعبير الواضح الذي يقول للأخرين "هذا أنا"، دعنا لا نضيّع أوقات بعضنا البعض.


حوائط الصد هذه لا يسير داخلها إلا الأشخاص الذين ترغب في وجودهم. ولا تحدث فيها غير الأشياء التي أنت تهواها. ولا تنبت داخلها إلا الورود التي أنت ساقيها. اختر لغتك بعناية وشيِّد حائطًا للصد.

زنجبيل - قصة قصيرة

 

Via behance.net




يحدق فهد في فنجان قهوته الذي يهتز مع رجرجة الطائرة. يستحضر اهتزاز قلبه كلما داهمته ذكرى داليا، التي لم يكن طول الزمن كفيلا لنسيانها.


هبطت الطائرة. استقل سيارة أجرة إلى الڤيلا التي سيقضي فيها نهاية الأسبوع. صاحبة الڤيلا سيدة صينية طويلة بشكل ملفت وشعرها يحاذي أذنيها. رحبت به وأخذته بجولة تعريفية إلى أن أوصلته للغرفة التي سيقطنها. يشاركه في هذه الڤيلا نزلاء آخرون.


سرت أيامه على نحو جيد. في صبيحة يومه الأخير قرر أن يتناول فطوره في الحديقة. حضّرت له العاملة فطوره المعتاد: بيضة مسلوقة وقطعة توست مع زبدة الفول السوداني وقهوة. جلس يتناول فطوره وجلست سيدة البيت تدردش معه لتسليه. أخبرته، بإنگليزية مكسرة، أن جل نزلائها من الصين. وأنها تتلهى بإدارة هذا العقار مع عقارين آخرين. وقد استطاعت قبل سنتين أن تتقاعد في سن مبكرة بفضل العوائد المرتفعة. تقضي أيامها برتابة مع ابنتها وثلاث قطط وعاملة وسائق. بينما تتحدث بلا توقف، تداعت إلى فهد صورة داليا. وتساءل "إلى متى؟".



***



بعد ثلاثة أسابيع عاد مجددا إلى نفس المدينة. نزل في فندق مع أصدقائه. في ليلتهم الأولى ذهبوا إلى ملهى ليلي. أكثر فهد من الشرب. وأخرج هاتفه، دون اكتراث بالعواقب، وأرسل رسالة نصية إلى السيدة الصينية يخبرها أنه رجع ليقضي نهاية الأسبوع هنا، ويرغب في الخروج معها لتناول العشاء. ثم وضع هاتفه في جيبه. بعد دقائق ليست طويلة، صرخ في وجه أصدقائه "قالت نعم".


اختار مطعما يابانيًا في أحد الفنادق الفاخرة. في لوبي الفندق أخبرهم العامل أن باصا سيمر بعد دقائق ليأخذهم إلى المطعم الذي يقع في ركن بعيد. لم يكن في الباص سواهما وسائحين أوروبيين. تحدثت عن زيارتها الأولى لهذه المدينة، "لم يكن أي من هذه الأبراج موجودا أول ما وصلت"، أكملت تلخص الخمس وعشرون سنة الماضية، "في بداية التسعينات نصحني صديق والدي للانتقال هنا. الشركات الصينية العاملة هنا كثيرة والفرص وفيرة. جئت لا أعرف شيئا عن البلد الذي سأعمل فيه ولا أتحدث غير الصينية. زوجي كان يعمل في الحكومة وجاء إلى شركتنا لمتابعة مشروع بيننا وبين الوزارة التي كان يعمل فيها. كان مختلفا جدا. لم يشعرني أني أقل منه لأنني أجنبية. صينية بالتحديد. تزوجنا بعد سنتين من معرفتنا ببعض. وأنجبت ميثاء، وأهله بعد لا يعرفون شيئا عني. ثم أصيب بسرطان الدم. خاف عليّ وعلى ابنته. أخبر أهله بكل شيء، ثم رحل بعد أشهر قليلة". التفتت إلى فهد وهزت رأسها، "حدث ذلك بسرعة. بعد وفاته جاءتني مضايقات من أهل زوجي. يريدون أن أقبل بالقليل من تركته وأتنازل عن البقية، وأن تكون ميثاء في رعايتهم. رفضت في البداية. لكني شعرت بالخوف. ثمة من يلاحقني ويراقبني. فرأيت أن أقبل على شرط أن لا أُحرم من ابنتي". أنصت إليها بتركيز، "يمكنني تخيل كم كان ذلك صعبًا. لكن ألا تحنين إلى الصين وأقاربك هناك؟". حدّقت فيه لوهلة ثم فلتت منها ضحكة، "يااااه حين أتيت هنا أنت كنت طفلا، بيبي يا فهد بيبي". شاركها فهد ضحكها بوجه محمَر. وأكملت، "والدي توفى قبل سنوات قليلة. كنت إلى جانبه في مرض وفاته. أخبرني أنه يريد أن يتنازل بكل ثروته لي لأن لا أحد من أخوتي أولاه أي رعاية أو اهتمام، لكني رفضت. لا أريد لهذه الوصية أن تجلب لي عداوتهم. الآن أنا ألتقي بأخي وأختي في كل رأس سنة صينية".


جلسا إلى الطاولة. طلب فهد أطباقًا متنوعة من السوشي. تناول قطعة من السلمون، غمسها بصلصة الصويا وتناولها بينما يستمع إليها تتحدث عن أفضلية المنازل الصغيرة على الشقق لتدني سعر الرسوم المستحقة عليها. تناول قطعة أخرى من التونا، غمسها في صلصة الصويا وقبل أن يتناولها أوقفت حديثها وقالت، "خذ شريحة زنجبيل". لم يفهم فهد ما ترمي إليه. "قبل أن تنتقل من طعام إلى آخر تناول شريحة زنجبيل لتجعل حلمات لسانك مستعدة لتذوق الطعم الجديد دون تأثير من الطعم السابق". أعجبته الفكرة. أخذ شريحة زنجبيل، بالعصي الخشبية، ومضغها. استشعر مزيج الخل والسُّكَر الغريب في الزنجبيل. بينما حلمات لسانه تتخفف مما ذاقته قبل قليل، سرح فهد يتذكر آخر مرة صادف فيها داليا. كانت تسير مع صديقتها وحين شاهدته اندمجت معها فجأة بحديث ضاحك. تتحدث وتتضاحك بصوت عالٍ. ربما حتى صديقتها استغربت نوبة الضحك تلك. لم يكن فهد يعرف كم شريحة زنجبيل يجب عليه أن يتناول الآن. 


سألته في نهاية اللقاء متى سيعود مرة أخرى. أخبرها: بعد ثلاث أسابيع.



***


خلال الأسابيع الثلاثة امتلأ هاتف فهد بصور كثيرة لقطط السيدة الصينية. تفاصيل دقيقة ليومياتها مع النزلاء. وقصص عن غباء خادمتها التي تذهب معها في بعض الأيام للعب التنس. ووعود كثيرة عن رحلات يمكنها أن تصحبه فيها معها إلى الصين، حيث ستجعله يرى عالما لم يكن يحلم بوجوده.


في يوم وصوله أرسل لها عنوان الحانة البلجيكية التي سيتقابلان فيها للعشاء. أخذ طاولة مطلة على الشاطئ. طلب بيرة بلجيكية، وبينما هو ينتظرها لمح فتاة تشبه داليا. تلك الفتيات اللاتي يشبهن داليا يبدو أنهن أيضا يلاحقنه في كل مكان. وصلت السيدة الصينية بجينز أزرق وبلوزة زيتية. "أعتذر تأخرت عليك. لكن هناك بعض الأعمال التي يجب عليّ أن أنتهي منها اليوم. أخبرتهم أني لن أعود إلا في الغد". أخذ رشفة من البيرة ونادى النادلة ليطلب منها ريزوتو مع المشروم وهي طلبت سباغيتي مع كرات اللحم، وشددت على أن لا يُضاف إليه جبن. بينما يتناولان عشاءهما كان فهد ينصت إليها  وينقل بصره بينها وبين المرأة التي تشبه داليا. إلى أن استوقفه لمعانٌ عند أذنيها. لؤلؤة كبيرة بلون ذهبي خفيف تزين شحمة أذنها. وحين تلتفت تظهر لؤلؤة صغيرة خلف شحمة أذنها. أشار إليها، "بديعة". ابتسمت وتحسست شحمة أذنها، ثم أقرت، "أفضّل اللؤلؤ على سائر المجوهرات. ليس لأحد فضل في كونه جميلا وكاملا. تختبئ اللؤلؤة في ظلمة المحارة، وتتشكل يومْا بعد يوم، طبقة فوق طبقة، ثم تمكث وحيدة متوارية في عتمتها تنتظر ذلك الشجاع الذي سيغامر ويخاطر ليغوص وينتزع المحارة من القاع ثم يخلصها منها، فتكافئه بالثروة والسعادة".  نادى النادلة ليطلب كأسا ثانية من البيرة. طلب منها أن ترشح له نوعا مختلفا، فشرعت تشرح بتفصيل عن كل الأنواع المتوفرة، في تلك الأثناء انتبه إلى أن السيدة الصينية رَنَت ناحية الشاطئ. "هل هناك منفذ إلى البحر؟". سألته.


على شاطئ البحر. يسيران بأكف متشابكة. جلسا عند مقعد خشبي يحدقان في الموج الهائج. الهواء يعبث بشعرها. تنهدت، "كم لؤلؤة مخبوءة في هذا البحر؟". مر وراءهما أربعة أو خمسة صبية يتحدثون بصوت عالٍ. اقترب فهد منها وقبلها. تراجعت. قبلها ثانية. وثالثة. ولم يكن فهد، في تلك الأثناء، يفكر إلا في شيء واحد.


من دفتر اليوميات: أدنبرة

 هنا يومياتي في أدنبرة، سكوتلندا، من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس 2022.

عادات السفر

عادات أحب مزاولتها في السفر:

المشي على الشواطئ، ضفاف الأنهار، الحدائق، بين المنازل، على الجسور. ساعات المشي هذه تتيح للمكان أن يترك بصمته في الذاكرة.

التقاط الصور للنباتات والورود. ثمة جمال يظهر بوضوح عندما تجد الزاوية المناسبة.

كتابة اليوميات. اقتناص اللحظة والاحتفاظ بها للعودة إليها لاحقا.


هاري بوتر وتسلق تل آرثر سيت – جزء أول

ذهبت في جولة إلى الأماكن التي كانت ج. ك. رولنگ تترد إليها حين كتبت هاري بوتر. بداية لقائي مع المرشد السياحي سمعت العبارة التي كثيرا ما أسمعها حين أسافر: “أنت أول شخص من الكويت”. كنا خمس أشخاص ثلاث فتيات من الولايات المتحدة بالإضافة إليّ والمرشد. مررنا على شارع فكتوريا الذي استوحت منه رولنگ شارع دايقون آلي الذي يقصده تلاميذ مدرسة هوگوورت ليشترون ما يحتاجون إليه للمدرسة. ثم مررنا على مقبرة گريفرايرز التي كانت تتجول فيها المؤلفة واقتبست، اقتداءً بديكنز، بعض أسماء شخصياتها من أسماء الموتى في هذه المقبرة. منها اسم شخصية منيرڤا مكگونگال McGonagall. ومن المقبرة يمكنك أن ترى مدرسة جورج هريوت التي استوحت المؤلفة منها فكرة مدرسة هوگوورت. غير بعيد من المقبرة نجد مقهى بيت الفيل الذي كانت تتردد عليه المؤلفة لكتابة بعض فصول هاري بوتر. للأسف كان المقهى مغلقا لأنه تعرض لحريق قبل عدة شهور، لكن لحسن حظي أني زرته سابقا بالمصادفة ثم عرفت أنه مشهور جدًا لارتباطه مع مؤلفة هاري بوتر. أذكر أني جلست إلى طاولة بها إطلالة لطيفة على .. المقبرة!

هاري بوتر وتسلق تل آرثر سيت – جزء ثانٍ

ثم انطلقنا إلى قمة تل آرثر سيت. السماء صافية. نريد أن نصل القمة لمشاهدة الغروب. الصعود كان متوسط الصعوبة، أي شخص بلياقة عادية يمكنه أن يتسلقه، باستثناء مكانين أو ثلاثة كان الانحناء فيهم شديدًا. يستغرق الصعود ٢٥ دقيقة. شعرت بالتعب وتزايد خفقات القلب، لكن لدهشتي لم أحتج أبدًا إلى استخدام بخاخ الربو. يبدو أن ما يتعب رئتيّ، حين كنت في الكويت، ليس المجهود الرياضي، لكن ما يعلق في الهواء ويلوثه. قرب القمة سرنا بمحاذاة الحافة، استشعرت خوفي من الأماكن المرتفعة، ولاحظت حين واجهته، أنه أقل مما كنت أتصور.

عند القمة كانت الريح شديدة لدرجة أني خشيت أن تطير نظارتي. كان الوصول إلى القمة أسهل من البقاء فيها، حرفيا. العديد من الناس يلتقطون الصور ويتأملون المدينة من الأعلى. شهدنا الغروب ونزلنا بدرب مختلف. أيسر. استغرقنا ما يقارب الساعة حتى خرجنا من الطبيعة ووصلنا قلب المدينة.


حديقة نباتية ورقصة باتشاتا

اتفقت مع يولا أن نلتقي بعد الظهر في الحديقة الملكية النباتية. سبت. طقس مشمس ولطيف للتجول على القدمين. تجولنا في الحديقة إلى أن بلغنا المقهى. جلسنا نحتسي قهوتنا ونتحدث؛ عن الصين، تونس، الكويت. التاريخ والفكر والدين. هي تونسية عاشت فترة في الصين، ووصلت إلى أدنبرة قبل أسبوع. لديها معرفة ممتازة بالتاريخ. يولا هو اسمها الصيني. تتحدث بشغف عن ديهيا، الكاهنة التي وحدت القبائل الأمازيغية واستطاعت أن تهزم الجيوش العربية. عن بورقيبة والاستعمار الفرنسي. عن الحريات في تونس التي أتاحت للكثير من المفكرين طرح ومناقشة ما لا يستطيع الكثير من العرب مناقشته في بلدانهم. كانت يولا تظن أن أغلب سكان الكويت بشرتهم سمراء لأن أغلب أعضاء فرقة ميامي، التي تعرفها منذ طفولتها، من ذوي البشرة السمراء وكذلك المشهور الكويتي أبوفلة. لخَّصْت لها تاريخ الكويت بدقائق. كيف هاجر الكويتيون الأوائل. كيف نشأت الإمارة دون حرب. كيف بدأ أول مجلس شورى في شبه الجزيرة العربية. كيف شكّل تنوع المهاجرين من البلدان المجاورة مزيجا فريدًا. حياة يولا لسنوات في الصين جعلتها تحن للطعام الشرق الأوسطي الذي لا تجده دائما. اخترنا مطعما إيرانيا للعشاء. حين عرفتْ عن ولعي باليابان رشحت لي بعض قصص المانگا التي تحبها كثيرا. أثارت فضولي واحدة من القصص التي رشحتها وهي Black Butler. لديها ولع في الرقص. بعد العشاء الأيراني اقترحت أن نزور إحدى الحانات التي تقدم دروسًا في رقصة الباتشاتا التي سمعت عنها لأول مرة. فنستطيع أن نجلس ونشاهدهم. وصلنا قبيل الثامنة. درس الرقص في الدور الأسفل. نزلنا. مدرب رقص لاتيني يقف أمام صف من الشباب والبنات. وقفنا نشاهد، وإذا بالمدرب يدعونا للانضمام إليهم. رمقتني يولا بنظرة تساؤلية، أومأتُ لها “لنفعل ذلك”. هكذا. جئت لأشاهد من بعيد لأجدني في قلب المشهد. مبادئ رقصة الباتشاتا بسيطة. قائد وتابع. وتزامن في الخطوات والحركات. تمرنا ساعة ونصف، ثم خرجنا والشمس ما تزال مشرقة.


أفكار مكررة

حين أريد التوقف عن التفكير في فكرة تتكرر في ذهني عدة أيام، أفعل التالي: أعد عكسيًا من ٥ إلى ١، ثم أفكر بشيء أريد فعله في هذا اليوم.

على صعيد آخر كلمة جديدة تعلمتها. في الإنگليزية السكوتلندية تطلق كلمة burn على النهر الصغير، يقابلها بالعربية كلمة جعفر.


رسالة من المطر

جلست في المقهى أحتسي قهوة سوداء وأتناول حلوى الناتا وأقرأ كتابا في الكندل. كتابي الحالي هو Save the cat، يعد أشهر كتاب يتناول موضوع كتابة السيناريو. يشرح بأسلوب رائع القواعد التي تقوم عليها أفلام هوليوود. كنت منهمكا في تظليل عناوين الأفلام الكثيرة التي رشحها المؤلف لأشاهدها لاحقا وأرى كيف ينطبق تحليله عليها. وفكرت أنني سأكتفي برفقة هذا الكتاب إلى نهاية الرحلة، ولن أشتت نفسي بقراءة كتابين في نفس الوقت. ثم… تجمعت فوق شاشة الكندل قطرات المطر. فتوقفت عن القراءة وشرعت أجوب الشوارع تحت الرذاذ. قادتني خطواتي إلى مكتبة Typewronger فقلت لأدخل ألقي نظرة سريعة على الكتب، رغم عدم حاجتي لشراء أي كتاب لأن لدي الكندل وفيه ما يكفي من كتب. وأنا أقلب عينيّ على أسماء المؤلفين استوقفني اسم ساياكا موراتا! أوه! صدر لها كتاب جديد؟ كيف لم أسمع عنه؟ عرفت أنه صدر قبل عشرة أيام فقط. قصص قصيرة بعنوان Life Ceremony. كما لو أن قطرات المطر كانت تنبهني إلى أن عليّ التوقف عن القراءة والسير في الشارع الذي سيأخذني إلى المكتبة التي سأجد فيها نسخة واحدة من كتاب موراتا الجديد. شكرا للمطر.


شوكلاتة ساخنة على المرج

أسالت لعابي صور الشوكلاتة الساخنة التي يقدمها مقهى Uplands Roast. يقع المقهي عند ممشى المرج Middle Meadow Walk. طلبت منه الشوكلاتة الساخنة وجلست أحتسيها على الحشيش. طعمها لذيذ، لكني لم أستطع أن أصل إلى نصف الكوب. لدي هذه المشكلة من السكريات. بعد تناول الحلويات العالية بالسُكّر ينتابني إما خمول أو صداع. قدرتي على تناول الحلويات لا تتعدى القطع الصغيرة. لقمة أو لقمتين.


مهرجان الأكل

تكثر المهرجانات في أدنبرة خلال الصيف. يصل عددها إلى سبعة. من مهرجان الأفلام إلى الكتب إلى الفن والأكل.

ذهبت إلى ساحة جورج حيث مهرجان الأكل. مررت على كل الأكشاك التي ضمت مزيجا لذيذا من أصناف الطعام. مع كل هذا التنوع، إلا أنني مثل محمود درويش، لا شيء يعجبني. خرجت متجها إلى محل آخر لتناول العشاء. لكن أحد الأكشاك الخارجية استوقفني. اسمه Alandas يقدم وجبة السمك والبطاطا المقلية الشهيرة هنا.


موجة حر وموجة أفلام

قبل أسبوعين شهدت أدنبرة موجة حر مدة يومين بلغت فيهما درجة الحرارة القصوى ٣٠. لم يكن الطقس لطيفا في الخارج إلا بعد الساعة السابعة. وجوه السكوتلنديين حمراااااااااء. اخترت أن أستغل موجة الحر بمشاهدة بعض الأفلام في السينما. شاهدت فيلمين. الأول Brian and Charles وهو كوميدي لكن لم يضحكني. الآخر فيلم أنيمي ياباني Fruits Basket: Prelude وبالكاد فهمت قصته.

الأسبوع التالي اخترت أن أعيد التجربة. ذهبت لمشاهدة فيلم Top Gun: Maverick. اخترته لأنه أعجب كل من أعرف، فلابد أنه سيعجبني. القاعة ممتلئة مع أن الفيلم صدر منذ ثلاثة أشهر. يتحدث الفيلم عن نخبة النخبة. أفضل طيار حربي في أفضل جيش. يدخل البطل في مهمات لا يعتقد الكثير إمكانية تحقيقها. من صفاته أنه يُعرض عن الانصياع للأوامر حين يرى ضرورة ذلك. يتمرد. أحداث الفيلم تحبس الأنفاس. بعدما انتهى، التفت إليّ الجالس جنبي وقال: That was tough.

تركني الفيلم أتساءل: ما هو الشيء الذي أريد أن أتقنه أكثر من أي شخص آخر، لدرجة الاقتراب مما يعده الآخرون مستحيلا ؟

الفيلم الأخير كان Good luck to you, Leo Grande. استمتعت جدًا بكل دقيقة من الفيلم. تقرر البطلة أن تقوم بخطوة جريئة لأول مرة في حياتها. فبعدما تعدت الخمسين، دخلت في علاقة مع شاب مقابل المال. تتطور علاقتهما ببعض وتنكشف تفاصيل دقيقة عن حياتهما وكيف لعب أقرب الناس دورا مهما في المكان الذي هم فيه الآن. الفيلم يدفعنا لعدم الحكم على الآخرين بسبب رغباتهم. تقول البطلة بعدما تأملت التجربة التي مرت بها:

“اللذة شيء رائع. إنها شيء يجب علينا كلنا الحصول عليه”.

“Pleasure is a wonderful thing. It’s something we should all have.”


المشي تحت المطر

أتجنب طلب سيارة أجرة حين تمطر. عوضًا عن ذلك، أسير تحت الرذاذ. تتجمع القطرات على نظارتي. وفوق شاشة هاتفي. أشعر بثيابي وهي تنتشي بالبلل. حين يشتد المطر أتوقف تحت شجرة وأراقب انهماره. اندفاعه. وأتذكر كم كان نزار قباني مخطئًا حين قال: أخاف أن تمطر الدنيا ولستِ معي.


تجربة الهاغيز – الطبق الوطني الاسكتلندي

الهاغيز Haggis هو طبق شهير في سكوتلندا. طبق وطني. يتكون من أعضاء الخروف كالقلب والكبد والرئتين، والتي تُفرَم مع البصل والشوفان والشحم والبهارات. ويقدم فوق طبقة من اللفت والبطاطس. لا يبدو الوصف لذيذا، لكن راق لي طعمه. جربته في مطعم Arcade المعروف باتقانه لهذا الطبق.


مهرجان Fringe – جزء أول

مهرجان Fringe في أدنبرة يعد أكبر مهرجان للفنون في العالم. يضم أكثر من ٣٠٠٠ عرض. ويأتي في المرتبة الثالثة (بعد الأولمبياد وكأس العالم) في عدد التذاكر المباعة للعروض. العروض الفنية تشمل المسرح، الموسيقى، السيرك، الرقص، الكوميديا والمزيد غيرها.

بعض الفنانين الذين وصلوا إلى العالمية كانت بدايتهم من هذا المهرجان. أحدهم روان أتكنسون الشهير بشخصية مستر بين.

مهرجان Fringe – جزء ثان

حضرت عدة عروض في مهرجان Fringe. الأول ستاند-أب كوميدي لـ يوريكو كوتاني من اليابان 🇯🇵. المختلف فيه عن بقية عروض الكوميديا أنه ليس عرضا للضحك فحسب. شاركتنا يوريكو بعض اللحظات العصيبة التي مرت بها وكيف أنها ترى في شجرة الكرز التي يكون تفتح أزهارها لفترة وجيزة تذكيرا أن كل شيء مؤقت. المصاعب تهون لأنها لن تدوم، واللحظات السعيدة يجب الاستمتاع بها، لأنها كذلك سوف تمضي. العرض الثاني كان عزفا على التشيللو. تلك الآلة الموسيقية الرخيمة. سافر بنا العازف إلى ثقافات شتى مع كل مقطوعة. من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا إلي شرق آسيا. العرض الثالث كوميدي غنائي. تقدمه جيني بيد وتحكي عن تجربتها مع الحمل بأسلوب يجمع ما بين النكت والغناء. العرض الرابع كوميدي مضحك جدا جدا. تقدمه الكندية ميشيل شاونسي وهو أول عمل لها.

لو حضرت المهرجان في السنة القادمة ووجدت هذه العروض فأنصحك بمشاهدتها.


من هنا وهناك

أهلا

١- رحلات السفر الطويلة تجعلني أفتقد قطتي. حلمت بها مرتين حتى الآن.

٢- الموسيقى الإسكوتلندية تستخدم آلة شبيهة بالهبان (قربة) لكن لا تستطيع الاندماج مع الموسيقى التي تخرج منها. كما لو أن أحدًا لعب بالنوتة وغير ترتيبها ثم سرّع العزف.

٣- لاحظت تغيّر أسعار البنزين عند محطة الوقود فسألت سائق الأوبر وأخبرني أن في الأسبوع الماضي (بداية أغسطس) بدأت الأسعار تتحسن. كانت تقريبا ٢ جنيه لليتر والآن ١.٧٨ جنيه. سعره الطبيعي عند ١.٣ جنيه.

٣- كلمة صوغة في اللهجة الكويتية تعني هدية القادم من السفر. الجمع: صوايغ.