لقاءهما الأول قبل سنة بالضبط. استيقظت صبيحة هذه الجمعة على أريكته، ورأته محتضنًا مخدة على الأرض. هَمَّت تسأله السؤال الذي تؤجل طرحه أسبوعًا بعد أسبوع:
هي: ماذا تسمي الذي بيننا؟
هو: صداقة.
هي: ألسنا في علاقة؟
هو: ماذا تعنين بكلمة علاقة؟
هي: يعني أن أرتبط بمن يفهمني ويحميني ويُقدرني.
هو: معناها عندي أن أرتبط بمن يشبهني.
هي: بمن يتوافق معي بذبذباته وطاقته.
هو: بمن تشاركني أفكاري وتسير على دربي.
هي: أن يكونه اسمه الأكثر تكرارا في دفتر يومياتي.
هو: أن أحمل لها المظلة من المطر.
هي: أن أنزع حجابي عندما نكون وحدنا.
هو: أن نسير دروبًا طويلة معًا دون وجهة محددة.
هي: عندما أحفظ أغانيه المفضلة.
هو: حين أفهم لغة عينيها.
هي: أن ألمح أفقًا واضحًا عندما أنظر في عينيه.
هو: أن أعطيها صلاحية إعادة ترتيب كتبي.
هي: أن تكتسي لحظات الصمت بالطمأنينة.
هو: ألّا تضجرني التفاصيل في قصصها المكررة.
هي: حين تضحكني نكته السخيفة.
هو: أن أكتشف معها معاني جديدة للحياة.
هي: يكون رقم هاتفه في خانة الطوارئ في حال أصبت بضرر.
هو: أن تصبر على حماقاتي التي لا تنتهي.
هي: أن أصير معه الطفلة التي كنت.
هو: أن نستأنف حياتنا بعد أي خلاف قد يحدث بيننا.
هي: ألّا أضطر إلي التفكير مرارا قبل التفوه بأي شيء.
هو: عندما تفهم أهمية مساحتي الخاصة.
هي: لكن لماذا لا…
قطع استرسال خيالها صوت تثاؤبه. نهضت عن الأريكة وقبّلت خده الأيمن ثم قالت: ما رأيك لو حضّرت لنا القهوة ريثما أنتهي من تحضير الفطور؟
ثم توجهت إلى المطبخ، وبدأت في تحضير البانكيك وهي عازمة كل العزم على أن تطرح عليه سؤالها في الأسبوع القادم.
٢٣ أغسطس ٢٠٢٤
قصص أخرى: