Photo: Martha Paquin | For The Telegraph
ما
الّذي يُمكنك فعله حين لا تشعر بالانتماء؟
-
ستيفاني
زَمورا
ترجمة:
علي
الصباح
لطالما
شعرتُ بالاختلاف، كما لو كنتُ قد ولدت في
الحقبة الخطأ، أو ربما في الكوكب الخطأ.
لا
أشعر أني مناسبة لأي مكان أو لأي أحد.
قد
لا تلحظ ذلك حين تقضي بعض الوقت معي؛
ولكنها الحقيقة!
حين
كنتُ صغيرة، كانت لدي مقدرة جيدة على
التظاهر بالانسجام.
أتحدث
عن موضوعاتٍ لا أكترث لها، أمارس أشياء
لا أستمتع بها بالضرورة، وأجعل من نفسي
تبدو (طبيعية)
حين
أكون في الواقع أي شيء خلاف ذلك.
بينما
كنت أكبر، تعلمت أن أتقبل أكثر الأشياء
الّتي تجعلني فريدة ومختلفة، وتعلمتُ
كيف أكون نفسي على وجهٍ أكبر وأعيش في
مساحة من الحقيقة والأصالة إلى جانب أيّ
شخصٍ آخر.
نعم؛
مع كل الجهود الّتي أبذلها إلا أنه ثمّة
لحظات يستهلكني فيها الشعور بعدم الانتماء
لأيّ مكان أو لأي أحد.
يحدث
عشوائيًّا، غالبًا حين أكون مع مجموعة
أشخاص، سواء عائلة أو أصدقاء، يقضون وقتًا
طيبًا.
يكون
ثمّة محادثة وضحك، وقد أكون مستمتعة…
حتى يتوقف ذلك الشعور بغتة؛ لأنني أدرك
الحقيقة تمامًا:
أنا
غير منسجمة هنا.
أحيانًا،
يكون الأمر أني لا أكترث للموضوع المطروح.
أحيانًا،
لا أشعر بالانسجام مع الأشخاص المحيطين
بي.
أحيانًا،
أشعر أنني –أنا-
غريبة
الأطوار في المجموعة.
في
الغالب يكون الأمر أنني أدرك أنني لا أعيش
الحياة بالاتساق الكامل مع حقيقتي؛ لأنني
لو فعلت ذلك لكنت في مكانٍ آخر، أخوض
محادثة مختلفة، مع مجموعةٍ من الأشخاص
المختلفين، وسوف أبدو كما أنا على
وجه كامل وتام.
فعلت
أشياء عديدة قبل سنوات لأنظم حياتي
وعلاقاتي وعملي مع مشاعري وأهدافي
الحقيقية.
مررت
بتحولات كبرى، وخضت نقاشات صعبة، ودفعت
نفسي بطرق أجهدتني حدّ البكاء.
اتسقت،
وذرفت، ونضجت، وتغيّرت، وابتكرت، وتخلّيت،
وشُفيت، وصُقلت.
فعلت
أشياء كثيرة.
حين
تمر بإحدى تلك اللحظات؛ مع حقيقة كوني
أتوقف عن التنفس وأشعر أن العالم خانقٌ،
ومعزولٌ، وغريبٌ على نحو قاهر… أشعر
بالامتنان.
امتنان
للصّفعات اللانهائيّة الّتي تقربني أكثر
إلى حقيقتي وإلى ذاتي الكاملة.
صفعاتٌ
تقول لي:
«يا
حبيبتي، هذا لا يلائمك.
لا
تنتمين إلى هنا.
هذه
ليست أنتِ».
صفعاتٌ
تحثّني على اتّخاذ تغييرات، وإن كانت
بطيئة لكنها راسخة، بدأت بالظّهور ظهورًا
كاملًا وتامًّا في حياتي.
ما
الّذي يُمكنك فعله حين لا تشعر بالانتماء؟
1) كن
لطيفًا مع نفسك.
لست
وحدك من يواجه هذه المشاعر، بغض النظر
عمّا تُشعرك به من شدّة وتكرار أو فرادة.
أذكر
أني حضرت مؤتمرًا في الربيع الماضي حين
سأل المتحدث الجمهور:
«من
هنا يشعر بعدم الانتماء؟».
أكثر
من نصف الحضور رفعوا أيديهم.
لست
وحدك من يشعر بعدم الانتماء، ثمّة أطنان
مثلنا؛ لذلك أولًا وقبل كل شيء:
كن
لطيفًا مع نفسك؛
لأنك حتى لو كنت الشخص الوحيد في العالم
الّذي -فعلًا
وحقًّا وقطعًا-
ليس
لديه مكان فيه، فستظل عالقًا مع نفسك.
حب
نفسك واقبلها على وجهٍ كامل، حتى لو بدى
لك أنّ لا أحد يمكنه فعل ذلك.
2)
توقف
عن المحاولة، وعوضًا عن ذلك انتبه إلى ما
يجعلك مختلفًا.
واحدة
من أكثر الأخطاء شيوعًا الّتي نقترفها
حين نشعر بعدم الانتماء هي:
أن
نحاول أن ننسجم.
إذا
شعرت كما لو أنك لا تنتمي فثمّة احتمال
كبير أنك لا تنتمي، وهذا ليس بالأمر
السّيء!
أرعي
انتباهك إلى الشيء الّذي ولّد فيك هذا
الشعور.
ألأنك
لا تكترث إلى الأمور الّتي يمارسها غيرك؟
ألأنك تقضي وقتًا مع أشخاص هم على النقيض
منك؟ ألأنك لا تستمتع بما تفعله الآن؟
عدم الانسجام لا يعني وجود أي خطأ فيك أو
فيمن حولك، إنه يعني أنك مختلف فحسب.
استغلها
كفرصة لاكتشاف ما يلزمك تغييره لتشعر
بالانسجام.
هذا
لا يعني تغيير نفسك أو إجبارها على أن
تكون أي شيء خلاف ما أنت عليه، إنه يعني:
النّظر
بنظرة صادقة إلى الموقف.
ربما
تكون بحاجة إلى مجموعة أصدقاء جدد أو أن
تقضي وقتًا أقل مع عائلتك.
ربما
أنت لا تواعد الشخص المناسب.
ربما
تفضّل أن تكون في نشاط ثقافي عوضًا عن
الخروج للشرب.
مهما
يكن، ضعه في الاعتبار وافعل ما يلزم لتحقيق
اتساق أكبر في حياتك وعملك وعلاقاتك.
3)
تقبّل
حقيقة من تكون.
إليك
حقيقة غيّرت حياتي حين تعلمتها:
لا
أشعر أني منسجم ولا يجب عليّ أن أشعر بذلك.
لست
هنا لأنسجم، وهذا حسن.
أنا
هنا لأكون ذاتي البديعة والفريدة، وأنت
أيضًا.
ما
يجعلك مختلفًا هو بالتحديد من
تكون،
وليس الشخص (المنسجم)
مع
كل أحد.
قد
لا تكون الشخص الّذي يسهر مع أصدقائه إلى
وقتٍ متأخر في الخارج.
عوضًا
عن ذلك قد تكون في المنزل تدرس موضوعًا
يبهجك.
قد
لا تكون الشخص الّذي يتواصل بمتابعة
الرياضة أو الحديث عن المشاهير.
عوضًا
عن ذلك قد تكون الشخص الّذي يناقش السياسة
ويصر على ما يؤمن به.
اقبل
ذلك!
هذا
ما أنت هنا لتكونه وهو كامل وجميل ومهم
لهذا العالم.
كلّما
سارعت في تقبل حقيقة من تكون، ستعرف أسرع
أين تكون مناسبًا، وسوف يغمرك الشعور
بمزيدٍ من السرور والامتلاء من حياتك
وعلاقاتك.
لذا
أخبرني…
أين
تُحاول أن (تنسجم)
حين
يكون لازمًا عليك أن تتقبّل ما يجعلك
فريدًا ومختلفًا؟ أين تنعّم حوافك، تمارس
وتتحدث عن أشياء أنت لا تستمع بها، أو
تقلص نفسك لتحلق تحت الرادار؟ أين تحتاج
أن تغيّر أو تحوّل أو تُوجد اتّساقًا أكبر
في حياتك وعلاقاتك؟