أفضل قرار استثماري اتخذته في حياتي





straitstimes.com

ترجمة: علي الصباح


كنت مستعداً لبدء حياتي المهنية حين حصلت على شهادة في إدارة الأعمال عام 2011. أريد أن أُنشئ مشروعاً تجارياً، أجني المال وأستثمره. كانت تلك أولوياتي في السنوات السبع الماضية. قمت بكل تلك الأشياء. أتعرف ماذا وجدت؟ كل قرار تتخذه في حياتك إما أن يكون استثماراً أو هدراً. إليك ما أعني:
  • تصفح الشبكات الاجتماعية لساعات هو إهدار لوقتك.
  • تناول الوجبات السريعة هو إهدار لصحتك.
  • العمل في وظيفة تجعلك بائساً هو إهدار لطاقتك.
في المقابل:
  • ممارسة الرياضة هي استثمار لصحتك.
  • قضاء وقت مع أشخاصٍ تهتم بهم هو استثمار لعلاقاتك وسعادتك الشخصية.
  • القراءة، حضور الدورات، مشاهدة الفيديوات التعليمية هو استثمار في تعليمك.

الأمور الثلاثة الأخيرة كلها جيدة. والاستثمار في التعليم يأتي بالعائد الاستثماري الأكبر. لم؟ إننا نعيش في اقتصاد تنافسي. القوة تكون في يد أولئك الذين يعرفون كيف يجدون حلولاً يحتاجها المجتمع. بشكل ما، كان الأمر دائماً على هذا الحال. في الأزمان التي اعتمد فيها الإنسان على الصيد ومطاردة الحيوانات، كان الصيادون هم أنجح الأشخاص.
لهذا السبب يجب علينا أن نشحذ مهاراتنا إن أردنا البقاء على قيد الحياة، إلى جانب النجاح. وكيف تكتسب المهارات؟ عبر تعلّمها، والتي تعتبر عملية صعبة. لهذا السبب أعتقد أن الاستثمار في تعليمك أفضل من أي استثمار مالي آخر.

لكن ثمة مشكلة
كما تعرف؛ فإن التعليم، الدراسة، المعرفة تعتبر أموراً فانية. فأنت لا تفقدها حين لا تستخدمها فقط، لكنك كذلك تفقد تلك المعرفة إن لم تطورها. ببساطة، سوف تنساها. هذا ما لم أكن أدركه معظم حياتي. التعليم ليس شيئاً تراكمه ويبقى في رأسك إلى الأبد.
لكني الآن أنظر إلى التعليم كما أنظر إلى الطعام، والماء، والهواء، والرياضة. تحتاج إلى قدرٍ ثابت ومستمرٍ منه. لهذا السبب أستثمر أغلب وقتي ومالي في التعليم. إنك لا تتنفس مرة واحدة في السنة، أليس كذلك؟ لماذا إذن تكتفي بقراءة كتاب واحد في السنة؟ إنه غير منطقي. التعليم ضروري لنجاتك في العالم المعاصر.

يُنتج دخل حين يُستخدم التعليم.
يمكن أن تخسر كل ما اكتسبته في حياتك؛ أموالك، وظيفتك، عملاؤك، سمعتك، منزلك، سيارتك، وحتى الأشخاص الذين تحبهم. الأمر الوحيد الذي لن تخسره أبداً؟ يمكنك أن تخمن: المعرفة (إن واصلت الاستثمار فيها). إذا تعلمت كيف تبني مشروعاً تجارياً، ستتمكن دائماً من جني المال. إذا تمكنت من مهارة يعتمد عليها الآخرون، فلن تكون عاطلاً عن العمل أبداً.
هناك شرط واحد: عليك أن تطبّق ما تعلّمته. ستغدو المعرفة عديمة الفائدة بدون تطبيق. الجميع يعرف ذلك. ومرة أخرى، القليل يفعل ذلك.
السبب الذي يدفعني إلى استثمار الكثير من الوقت والمال على تعليم نفسي هو: لأن التعليم استراتيجية نجاة. لنواجه الأمر؛ جميعنا يكره اللايقين. والتعليم هو شبكة الأمان التي لدينا (لا تخلط بين "التعليم" و"الشهادة". التعليم هو المهم، وليس الشهادات).
الأمر ليس سهلاً. في الواقع، يعتبر التعليم، الدراسة، الحصول على الشهادات، وإتقان المهارات  من أصعب الأمور الحيوية. 
  • الذهاب إلى المدرسة، صعب.
  • قراءة كتابين كل أسبوع، صعبة.
  • متابعة دورة تعليمية على الإنترنت في المساء بعد يوم طويل، صعب.
ولهذا السبب بالتحديد فإن الكثير من الناس لا يفعلون ذلك. وبفضل ثورة المعلومات في العقدين الماضيين، أتيحت كل الفرص في العالم لنتعلم أكثر. وبالنسبة لي، عدم الاستثمار في تعليمك الذاتي كل يوم هو أمر أشبه بالجنون. إنني أعطي التعليم أولوية على كل شيء آخر في حياتي. ولا أحاول فقط أن أسوّق لهذه الفكرة.

"حين أمتلك القليل من المال، أشتري الكتب؛ وإذا تبقى لدي المزيد من المال، أشتري الطعام والملابس". ~إيراسموس

إنني أولي التعليم حقاً أهمية أكبر من الطعام، العلاقات، الصحة، الملابس، وكل شيء آخر في الحياة. أتعرف لماذا؟ إن لم أفعل، فكل شيء آخر لن يكون جيداً كما هو الآن. والأمر بسيط للغاية. هدفي هو أن أقرأ، أتعلم، أمارس لمدة 30 دقيقة فقط في اليوم. ليس بكثير، أليس كذلك؟ لأنك إن لم تكن تمتلك 30 دقيقة تنفقها على تعليمك فأي حياة تلك التي تعيشها؟
التعليم مهم؛ ندرك ذلك الآن. فقط علينا أن نجعله أولوية. على الرغم ذلك، مثل أمور كثيرة في الحياة، إننا لا نمارس ما نعرفه. خاصة ليس على المدى الطويل.

الجميع يستطيعون البدء - القليل يستمرون
الأمر كما أراه أنا؛ هناك خيارين فقط، إما أن تتعلم أو تموت. يمكنك اتخاذ قرار بشكل فوري لتستثمر في تعليمك لبقية حياتك. يعبّر إبراهام ماسلو عن ذلك على أفضل وجه: "إما أن تتقدم باتجاه النمو، أو تتراجع تجاه الأمان". 

لقد اتخذت قراري. فأيّهم ستختار أنت؟


أسئلة




هل لديك سؤال تود طرحه عليّ؟ الأسئلة يمكنها أن تكون حول أي شيء.


سأجيب على كل الأسئلة التي سأستقبلها على البريد الإلكتروني.. كل الأسئلة التي يمكنني الإجابة عليها:


وسأنشر الإجابات في تدوينة قادمة.

كتب قرأتها في أكتوبر






رواية سماهاني
عبدالعزيز بركة ساكن

تقع أحداث الرواية في جزيرة زنجبار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حينما كانت واقعة تحت الاستعمار العربيحسب الرواية، تنافست العديد من القوى والإمبراطوريات للسيطرة على هذه الجزيرة، مثل البرتغاليين والعمانيين والبريطانيين والفرنسيين، بسبب موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة العالمية، وأيضا لتجارة الرقيق التي تجلب أموالا طائلة.

سماهاني هي كلمة سواحيلية تعني "اغفر ليوالرواية تدور بين الظلم الذي وقع على أهل زنجبار ومحاولتهم للانتقامباستثناء سندس، وهو الفتى المخصي الذي كان في البداية مملوكا للأميرة، بنت السلطان، ثم بعد ذلك نشأت بينه وبينها علاقة حب دفعته ليبدأ في رحلته إلى الرب ليسترد منه الجزء المفقود من جسده وتصبح بذلك روحه كاملة مرة ثانيةفكل ما نفقده هنا موجود عند الرب، هذه قناعة سندس.












ما بعد الظلام
هاروكي موراكامي


أعدت قراءتها للمرة الثانية، وهي أول رواية أقرأها لموراكاميالقراءة الأولى كانت في 2014 حين وقع اختيار نادي القراءة على هذه الروايةفي تلك الفترة كنت أعيش على الذكرياتوبينما أنا أقرأ الرواية وجدت هذا الاقتباس:

"إن ذكريات الأشخاص ربما هي الوقود الذي يحرقونه حتى يظلوا على قيد الحياة".

الرواية بسيطة وأحداثها غريبة ومملةلكن مثل هذه العبارات في الحوار الدائر بين الشخصيات تجعلني أجد أجزاء مني مبعثرة ما بين شخصيات الروايةوهو الشعور الذي يزداد مع كل رواية أقرأها لموراكامي.











Convenience store woman
Sayaka Murata


انتهيت من هذه الرواية قبل أكتوبر، لكني أردت أن أضيفها لهذه القائمة لأنها أعجبتني بشدة.
فرواية فتاة المتجر للكاتبة اليابانية ساياكا موراتا، هي عن فتاة بعمر 36 تعمل في متجر للتسوق لمدة 18 سنة.البطلة غير قادرة على فهم المجتمع، ويُنظر إليها على أنها غريبة أطوارلا تملك أي اهتمام بالعلاقات الرومانسية، ويمثل المتجر كل حياتها.الرواية تنتقد المجتمع بأسلوب ساخر.

حتى تُسكت ألسنة زملائها وأصدقائها قررت أن تتفق مع شاب ليعيش معها في شقتها بحيث توفر له ما يحتاجه من سكن وطعام مقابل أن يتظاهر بأنه في علاقة معها.

يقول هذا الشاب وهو يناقشها:
"لطالما أردت أن أنتقم من النساء اللاتي يُسمح لهن بأن يعشن كطفيليات فقط لأنهن نساءكنت دائما أحدث نفسي بأنني في يوم ما سأكون طفيليسوف أُريهموسأعيش كطفيلي عليكٍ يا فوروكورا، مهما كلّف الأمر".

الرواية حظيت بقبول واسع فور صدور ترجمتها للإنگليزية، ولحد علمي فهي لم تترجم للعربية بعد.