اسم الكتاب: Physics of the Future
المؤلف: Michio Kaku
عدد الصفحات: 416
سنة النشر: الطبعة الأولى 2011
في
زمن التطور التقني الكبير الذي نعيشه, وتغير الحياة من حولنا بشكل ملحوظ
عن الأجيال السابقة, يهتم العديد من الناس بتقنيات المستقبل والتنبؤ
بالكيفية التي سيحيا بها الإنسان على الأرض, وقد كتب حول هذا الموضوع من
قبل الكثير من الصحفيين والمهتمين بتطور التقنيات لكنهم ليسوا من العلماء,
وذلك لإنشغال العلماء في محاولة إجراء الأبحاث وإثبات نظرياتهم مما لا يتيح
لهم الوقت للكتابة في هذا الموضوع, أما هذا الكتاب فكتبه عالم فيزياء
نظرية يعرف ما يدور في عقول العلماء ومطلع على أحدث أبحاثهم, وقد قام
بمقابلة أكثر من 300 عالم ومفكر في مختلف المجالات ليشاهد أحدث ما توصلوا
إليه وما يتنبؤون به في المستقبل, كل في مجال تخصصه, وكل التقنيات الحديثة
التي سيتحدث عنها يوجد لها نموذج أولي prototype لتجربته.
تطور الحواسيب
عند
الحديث عن مستقبل الحواسيب يجب أن لا نغفل الدور الكبير لقانون مور في
تطور الحواسيب لعدة عقود, والذي صاغه مؤسس شركة إنتل غوردن مور أثناء
ملاحظته لصناعة المعالجات خلال الفترة من 1958 و1965, وينص على أن عدد
الترانزستور في المعالج يتضاعف كل 18 شهرا تقريبا, ويمكننا ملاحظة هذا
التطور في الحواسيب التي نستخدمها اليوم مقارنة مع الحواسيب القديمة مثلا
الهواتف الذكية اليوم تمتلك قوة حسابية أكثر من حواسيب ناسا في عام 1969
عندما أطلقت رائدي فضاء إلى القمر, ولعبة البلاي ستيشن التي تكلف 300 دولار
تقريبا لها قدرة حسابية أعلى من سوبر كمبيوتر عسكري صنع في 1997 وكلف ملايين الدولارات. وعن طريق قانون مور يمكننا أن نتنبأ بالتطور الذي ستكون
عليه حواسيب المستقبل ومعرفة إمكانياتها.
المستقبل القريب حتى عام 2030
عدسات الانترنت: وهي
التي ستحل محل الهواتف الذكية اليوم ومشغل الموسيقى وستكون وسيلتنا للدخول
على الانترنت والحصول على المعلومات برمشة عين, وستعطينا معلومات عن كل ما
تقع عليه أعيننا وستتعرف على الاشخاص الذين نراهم خلال تزويدنا بأسمائهم
وسيرتهم الذاتية, فلن ننسى في المستقبل أسماء الاشخاص الذين نقابلهم.
سيارات بلا قائد: من
الكلمات التي يتوقع أن تندثر في المستقبل هي الحوادث المرورية وذلك بسبب
استخدام السيارات الاوتوماتيكية بلا قائد بحيث تستطيع اتخاذ إجراءات
الحماية فور شعورها بإمكانية حدوث تصادم, وسيتمكن حاسوب مركزي من تحليل
بيانات السيارات على الطريق ومعرفة ما اذا كان سيحدث ازدحام مروري وكيفية
تفاديه بتغيير مسار السيارات, وستسمح السيارات التي بلا قائد بالاسترخاء
خلال الطريق او مشاهدة فيلم او انجاز عمل حتى يصل إلى المكان المتوجه إليه.
عوالم افتراضية:
عندما يتمدد استخدام الحاسوب إلى عدسات العين, سيمكننا أن نستخدمها للدخول
في عوالم افتراضية, عوالم نريد الذهاب لها فنزورها افتراضيا قبل الزيارة
الحقيقية, وكذلك الذهاب لأماكن لا نستطيع الوصول لها مثل التسوق في مكان
بعيد وزيارة متحف في دولة أخرى, ومن العوالم الافتراضية الاخرى كوكب نريد
تجربة الحياة عليه.
هذه
الزيارات لن تكون فقط بصرية فبإستخدام تقنية Haptic ستسطيع الشعور ولمس
الاشياء والكائنات التي يولدها الحاسوب في العالم الافتراضي. ويمكن أيضا
الاستفادة من العوالم الافتراضية في الطب, بحيث يتدرب الاطباء على إجراء
عمليات جراحية ويكون المريض عبارة عن صورة هولوغرافية ثلاثية الأبعاد.
العناية الطبية في الستقبل القريب: طبيب
المستقبل الذي سنقوم بزيارته سيكون عبارة عن برنامج حاسوبي لإنسان آلي
نخاطبه عبر شاشة حائطية وسيمتلك سجلنا الجيني الكامل وبمقدوره تشخيص 95% من
الأمراض وترشيح العلاج المناسب. وباستخدام شريحة دي ان اي DNA في الملابس
وعلى المرحاض والمرآة ستراقب حالتك الصحية بشكل صامت وستكتشف اي علامات
لظهور الخلايا السرطانية قبل ان يزيد عددها عن عدة مئات مما يعني أن كلمة
ورم سرطاني سينتهي استخدامها تتدريجيا.
منتصف القرن من 2030 إلى 2070
نهاية قانون مور: لعلها
من الأمور الحتمية هي نهاية قانون مور بحيث سيتم تصغير حجم الترانزستور
إلى أن يصل لمرحلة لا يمكن بعدها تصغيره أكثر وحينها ستكون نهاية عصر
السيليكون وسنحتاج أن نطور بدائل أخرى له وقد تكون مدة تطورها أبطأ من
السيليكون.
مترجم عالمي: سيتمكن السائح من قراءة ترجمة فورية في اسفل عدسة الاتصال التي يرتديها عند تحدثه مع شخص أجنبي كما يقرأ الترجمة في الأفلام.
إنسان آلي للعمليات الجراحية:
الدقة العالية والمهارة الفائقة مهم جدا توفرها في يد الجراح أثناء إجراء
العمليات وهي أمور يتميز بها الإنسان الآلي مقارنة بالإنسان الذي قد يصيبه
التعب أو عدم التركيز مما قد يتسبب ببعض الأخطاء الطبية, ولهذا سيكون
استخدام الإنسان الآلي في العمليات الجراحية حلا للكثير من الأخطاء الطبية
التي تقع أثناء العمليات.
المستقبل البعيد من 2070 إلى 2100
التحكم بالحاسوب باستخدام العقل:
سيستطيع الحاسوب من استقبال إشارات من عقل الانسان ليفسرها وينفذها كما
يتلقاها اليوم من الفأرة أو لوحة المفاتيح, وتم إجراء بعض هذه التجارب مع
أحد المصابين بالشلل بحيث تمكن عن طريق المحاولة والخطأ من تحريك مؤشر
الفأرة على الشاشة باستخدام عقله عن طريق توصيل قطب كهربائي صغير جدا
(إلكترود) في عقله, ومع بعض التدريب تمكن من قراءة وكتابة البريد ولعب
العاب الفيديو. ويمكن استخدام هذه التقنية للمصابين بالشلل بحيث تمكنهم من
التحرك والتحكم ذهنيا بالكرسي المتنقل.
قراءة الأفكار:
باستخدام تقنية EEG حيث توضع بعض الاقطاب الكهربائية في العقل لتحليل
الإشارات التي تلتقطها يمكن معرفة التغييرات التي تحدث في الدماغ وفهم
الكثير الانماط المختلفة للأفكار من خلالها وحتى عرض نتيجة تحليل الإشارات
على الشاشة. وحاليا استخدمها أحد الباحثين لتدريب المصابين بشلل جزئي
بكتابة جمل بسيطة بهذه الطريقة. لكن بسبب عجز هذه التقنية عن تحديد مكان
الفكرة في الدماغ تم استخدام تقنية أخرى وهي التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI لتقوم كل واحدة بمسح العقل بطريقة مختلفة, والتقنية الثانية
لا تعطينا فقط مكان الفكرة في الدماغ بل أيضا تمكننا من معرفة حركتها
وتنقلها داخل الدماغ, بحيث تعطينا صورة ثلاثية الأبعاد لتدفق الطاقة داخل
العقل المفكر.
وباستخدام
التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن أحد الباحثين من عرض عدة صور
لحيوانات وأطعمة وغيرها وتسجيل ردة فعل العقل لكل صورة تعرض عليه, ثم قام
بربطها ببرنامج حاسوبي يحتوي على أنماط عدة لهذه الصور ليتمكن فيما بعد من
مسح العقل ومقارنة نتيجة المسح مع هذه الأنماط ومعرفة بماذا كان يفكر.
تحريك الأشياء بالتفكير:
تقنية Telekinesis ستمكننا من تحريك الأشياء ونقلها من مكانها وترتيب
الغرفة وتغيير مكان الأثاث بمجرد التفكير بها. وهذه التقنية ستغير طبيعة
تعاملنا مع كثير من الاشياء كقيادة السيارة او لعب كرة القدم التي سنمارسها
بمجرد التفكير فيها. وهذه التقنية ستصبح ممكنة بفضل استخدام الموصلات الفائقة superconductors, بحيث ستتوفر موصلات فائقة تعمل على درجة حرارة
الغرفة حيث يولد حقل مغناطيسي هائل بطاقة قليلة وبإضافة شريحة مغناطيس فائق
صغيرة جدا في كل قطعة سنتمكن من أن نتحكم بها ذهنيا.
وأكثر من سيستفيد من هذه التقنية هم العاملون في مجالات تتطلب استخدام اكثر من يدين كمطفئ الحرائق ورواد الفضاء والعسكريون.
كتاب
فيزياء المستقبل مهم جدا للمهتمين بمستقبل التقنيات وتطورها خلال هذا
القرن, فهو يناقش التقنيات المستقبلية بعمق شارحا كيفية عملها ومستشهدا
ببعض التجارب الأولية الحالية وكذلك بعض الأحداث الهامة التي سيكون لها أثر
كبير خلال العقود القادمة مثل نهاية عصري النفط والسيليكون وأنواع البدائل
المتاحة لهما والسفر للفضاء ودور التقنية في علاج الكثير من الأمراض
المعاصرة.
---------
نشرت هذه المقالة في العدد 17 من مجلة عرب هاردوير