بقلم: مريم هتلر
ترجمة: علي الصباح
أهلا!
1. مرّت عدّة أشهر منذ آخر محادثة بيننا. محادثة حقيقية. من تلك المحادثات التي اعتدنا عليها, التي أحب, وتبهجني. ذلك النوع من المحادثات الذي جذبني إليك. قراءة تلك الصفحات من الرسائل النصية أمر جميل وممتع, إلا أنه في نفس الوقت يحزنني. لم أتوقع أن ذلك اليوم سيكون آخر يوم أستمتع فيه بمحادثتك. لو أعرتك انتباها أكثر في ذلك اليوم, هل كنتُ سأرى علامات تدل على أنها آخر محادثة؟ لا أدري. ما يشغل تفكيري الآن هو مدى الفظاعة التي نقصي بها الأشخاص بعيدا عنا. كم هو فظيع أن تتعرض للإقصاء. لماذا لم نعد نتحدث معا؟ لماذا توقفت عن الحديث معي؟ كم أتمنى لو أستطيع الحصول على سبب ولو كان واهيا...
2. أتساءل كيف هي حياتك منذ ذلك اليوم. هل انتقلت إلى وظيفة جديدة؟ أو مازلت تفعل ما اعتدت القيام به؟ هل ما زلت هنا أو سافرت إلى بلد ما؟ هل مازلت تزاول الأشياء التي أعرف أنك تهواها أم أنك اكتشفت هوايات جديدة؟ كثيرا ما أشعر برغبة للاتصال بك, كنت على وشك أن أضغط زر الاتصال. لكنني خشيت أن لا ترد, خشيت أن تلغي الاتصال. لكنني كنت على وشك أن أفعل. كنت دائما ما أذكّر نفسي بأنك, إذا ما أردت الاتصال, ستفعل. كل ما في الأمر أنني افتقدت نغمة التنبيه الشخصية التي اخترتها, ونغمة الاتصال حين يكون المتصل أنت.
3. كما تعلم, هناك دائما شيء حولي يذكرني بك. سواء كنت في المنزل, العمل, المقهى, أو في مطعم… هناك دائما شيء ما يجعلني أتذكرك. يجعلني أشعر كالبلهاء. أحيانا أتمنى أن أصادفك في الأماكن التي اعتدنا الذهاب إليها, وفي أوقات أخرى أتمنى أن لا أصادفك, لأنني لستُ واثقة من ردة فعلي أو مشاعري حين أراك. بعد نهاية كل يوم عمل, وأنا في طريقي إلى المنزل, أمر بمكان يذكرني بك جدا. ذلك المرور دائما ما يرسم ابتسامة على وجهي, لكن مؤخرا, يجعل شفتي تتقوسان للأسفل.
4. ستبقى دائما واحدا من أكثر الأشخاص المحبوبين إليّ. دائما. أرجو أن تكون قادرا في يوم ما أن تسامحني إن كنت, بأي شكل من الأشكال, أسأت إليك. مازلت أتمنى لو كان بإمكاننا أن نظل أصدقاء. سأتنازل عن أي شيء مقابل فرصة ثانية. اللعنة, كم أفتقدك بجنون!
5. شكرا لك, أنا حقا أرجو أن تكون سعيدا. حسنا! أعرف أنك سعيد. يجب أن تكون. ليس ثمة شيء تريده ولا يمكنك أن تناله. ليس ثمة شيء تريد ممارسته وهناك من يمنعك عنه. لديك كل شيء ويمكنك الحصول على أي شيء, لذا أتمنى أن كل أحلامك تتحقق.
6. في النهاية, لم أتفوه بها قط, لكن نعم, أحبك. أحبك جدا.