هل تشعر أنك تكاد تصطدم بحائط؟ لا تستطيع أن تتقدم؟
هذه دعوة لتغيير مسار حياتك.
قرأت عبارة أعجبتني لأحد الأشخاص وهو يحاول أن يجاوب على سؤال "أين تعيش؟"، وكان جوابه: أنت تعيش داخل قراراتك.
الكثير من الأشياء التي تداوم على فعلها هي نتيجة قرارات سابقة. قد تكون على شكل أهداف ألزمت نفسك بها في بداية العام جديد، أو رغبات قررت أن تخضع لها مرة تلو مرة، وقد تكون ظروفًا وجدت نفسك فيها وقررت أن تتكيف معها.
أنت تعيش داخل قراراتك.
عدم اليقين عن النتيجة التي ستؤول إليها قراراتنا يدفعنا إلى العزوف عن اتخاذها، لنستمر في العيش وفقا للقرارات التي اتخذناها، أو اتخذت لنا، في وقت سابق.
أجد نفسي اليوم أعيش داخل العديد من القرارات التي اتخذتها في أوقات سابقة. فمازلت أداوم على قراءة الكتب والتردد على أندية القراءة، وهذا قرار اتخذته منذ كنت في الجامعة. مازلت أعمل في التقنية وهذا قرار آخر اتخذته قبل دخولي الجامعة. مازلت أفضّل ممارسة الرياضة في المنزل على النادي الرياضي بسبب قرار اتخذته حين شاهدت حلقة من برنامج «خواطر» عن مدرب ألماني يشرح كيفية تمرين كل عضلات الجسم دون الحاجة إلى أجهزة رياضية. وأحرص على السفر بأمتعة خفيفة نتيجة لقرار اتخذته وأنا أستعد لإحدى الرحلات قبل عشر سنوات، ومن بعدها ودعت انتظار حقائبي في المطار بعد النزول من الطائرة. وهناك عادات أزاولها من حين لآخر، وهي نتيجة لقرارات لا أذكر متى ولماذا اتخذتها. التأمل صباح كل يوم، مثلا.
بعض القرارات تعني البدء من جديد، والجديد ثقيل، سواء كان مهارة أو علاقة أو عملًا. الجديد يعني دوامة من الحيرة أمام مجموعة من الخيارات التي يجب أن نختار واحدًا منها فقط. اتخاذ القرارات يعني احتمالية الوقوع في الخطأ. ماذا لو كانت تلك القرارات ستؤدي بنا إلى حال أسوأ؟ سؤال مبرر، ولكن لا يمكننا أن نحكم الآن لأننا ببساطة لم نتخذها بعد ولم نعش داخلها.
لكننا نعيش كل يوم وفقًا للقرارات التي اتخذناها من قبل، التي ربما نسينا متى ولماذا اتخذناها. وإذا لم نكن راضين عن الكيفية التي تمضي بها أيامنا، يمكننا ببساطة اتخاذ قرارات جديدة نعيش داخلها بدءًا من أول نهار الغد.