خمسة أسباب دفعتني لترك الشبكات الاجتماعية





أول خطوة للحصول على الحياة التي تريدها هي أن تتخلص من كل شيء لا تريده.
جوشوا بيكر








التوقف عن استخدام الشبكات الاجتماعية لم يكن قرارا سهلا. بررت لنفسي الاستمرار في استخدامها للمحافظة على التواصل مع أصدقاء الدراسة وغيرهم ممن يعيشون خارج الكويت الذين أعرف آخر أخبارهم عبر الفيسبوك. الإنستغرام كان مصدر لمعرفة الكثير من الفعاليات المحلية والأماكن حديثة الافتتاح. تويتر هو المتنفس ونافذة التعبير عن الأفكار ومتابعة أشخاص أتشارك معهم الاهتمامات. إلا أن إلى جانب هذه الإيجابيات كانت هناك سلبيات للشبكات الاجتماعية. ومع الوقت صارت السلبيات تفوق الإيجابيات.

لم أعتزل الشبكات الاجتماعية دفعة واحدة. تدرجت أولا بوقف التنبيهات ورسائل البريد الآتية منها. ثم مسحتها من الهاتف وصرت استخدمها فقط حين أكون في المنزل من خلال اللابتوب. بعد ذلك ألغيت حساباتي الشخصية في تويتر وفيسبوك وانستغرام للأسباب الخمسة التالية:


1- استهلاك للوقت والطاقة

الكثير من الوقت يهدر في التنقل ما بين صورة إلى فيديو إلى هاشتاغ. المعلومات التي أتعرض لها في الشبكات الاجتماعية مصاغة بطريقة تستفز العقل لتأخذ منه أكبر قدر من التفاعل. إما مشاحنات سياسية ودينية على أشياء تافهة, أو استهزاء بأشخاص تصرفوا وقالوا أشياء غبية التقطتها الكاميرا, أو فضائح من كل نوع, أو أطباق طعام, أو حيوانات أليفة تلعب مع أطفال. هذه ليست الأشياء التي أريد أن أهدر وقتي في متابعتها.


2- مزيفة

استمرت فتاة هولندية تدعى زيلا بنشر تحديثات وصور لرحلتها إلى عدة دول من شرق آسيا طوال 42 يوما. كان الفيسبوك هو الوسيلة التي من خلالها يعرف الأهل والأصدقاء آخر مغامراتها في تلك الرحلة. الأمر الذي اكتشفه الجميع في النهاية أن زيلا بالكاد غادرت شقتها في أمستردام. فقد كانت بارعة باستخدام الفوتوشوب وأضافت إلى ذلك زيارة الأماكن الآسيوية في أمستردام  وطلب طعام آسيوي وهي في شقتها.
كان هدف زيلا هو إيضاح مدى سهولة التلاعب في الواقع الذي نشاهده في الشبكات الاجتماعية وأن الكثير مما يعرض عليها غير حقيقي. هذا مثال بسيط للتزييف الذي نتفاعل معه يوميا في الشبكات الاجتماعية.

3- انعدام الخصوصية

الكثير من المعلومات الشخصية تصير معروفة للغرباء عبر الحساب الشخصي في الشبكات الاجتماعية. فالأماكن التي أذهب إليها والأشخاص الذين ألتقيهم والنشاطات التي أقضي بها أوقات فراغي كلها تصير متاحة لأشخاص لا أعرفهم. انعدام الخصوصية بهذا الشكل مرعب.


4- الإدمان

زر الإعجاب وإعادة التغريد وإعادة المشاركة تبعث في عقل المستخدم كمية من الهرمونات التي تجعله يدمنها. وليحصل على المزيد عليه أن يشارك وينشر أكثر. يقضي وقته في دوامة من محاولة اقتناص اللحظات المضحكة والحزينة والشيقة ليثير إعجاب متابعيه ويحصل على تفاعلهم. هذه الممارسة تحرمه من لذة عيش اللحظة كما هي. عدم الاكتراث بآراء الآخرين كفيل بدفعك للخروج من دوامة صنع المحتويات بهدف نشرها وترقب التفاعل معها.


5- انعدام التركيز

دائما هناك شيء ما يحدث في الشبكات الاجتماعية. كلما ألقيت نظرة على أحد هذه البرامج أجده يمدني بسلسلة لامنتهية من الأخبار والصور والتعليقات. بعض هذه الأحداث ينتجها أصدقائي أو أشخاص أعرفهم, وبعضها مرتبط بأخبار تم تداولها فيما مضى. أجد يدي تمتد بشكل لا إرادي إلى الهاتف ثم يبادر إبهامي هذه الفرصة للضغط على أقرب برنامج لأدخل في سلسلة من التشتيت الذهني في الصباح الباكر, أو أثناء تناول الطعام, أو قيادة السيارة, أو قراءة كتاب أو حتى في العمل. تشتت الذهن وانعدام التركيز هو آخر شيء أريده.