ومضات


Image source: Esben Fixer



هذه مجموعة من الومضات (خواطر) التي نشرتها سابقا في الفيسبوك, اخترت بعضها لهذه التدوينة:



تنظر في المرآة،
تبحث عن ملمح يشبهك،
لا تجد،
لا يكترث أحد..
تُصغي إلى الأصوات حولك،
تلتمس لغة تفهمها وتفهمك،
لا تجد،
لا يكترث أحد..
تنزع دفتر اليوميات،
تفتش فيه عن اسمك وأمسك،
لا تجد،
لا يكترث أحد..
تَزْمَع ترحل بعيدًا،
تمضي تَنشُدُ طريقا يوصِلُك،
لا تجد،
ولا يكترث أحد..
 عبثًا تنتظر انتهاء هذا العبث!



*****


غربتك سماء، وديارك هدم، 
طريقك التواء، ونسكك عتم.. 
عمرك إلى فوات، وجسمك يهرم،
لا تأمل خلاصًا ولا تأسف 
فكلنا سواء، من وهم إلى وهم


*****


افتش عنها في محلات الورد 
عند الياسمين والخزامى، 
وفي متاجر العطور، 
وبين اللوحات السريالية.. 
واترقب ظهورها بين نغمات الموسيقى
قد أجدها مختبئة في ديوان شعر لم أقرأه، 
أو في كأس نبيذ لم أشربها، 
أو في مدينة بعيدة لم أسافر إليها بعد
قد ألتقيها عند غروب شمس الغد، 
ملتحفة بغيوم الأفق العسلية.


*****


إلى أين اندفاع الأيام فيك،  
مساعيك هل تنتشلك، أم تُرديك؟ 
إلى متى هذه العتمة تحيطك، 
حتى نجوم السماء توارت.. 
لم يعد في سمائك نجم يهديك، 
يداك لا ترفعها تخاطب خيالك 
وقلبك لا تعلقه بقلب لا يدريك
لعنات الماضي تراها أمامك 
عفنٌ تراكم، هروبك لم يعد يجديك، 
كل ما هو آتٍ حالك حالك 
ثمار ما غرستها ظلمًا أياديك.


*****


أحلامك التي دونتها،
بقايا نفسك، والأوهام..
طريقك التي سلكتها،
عثرات يتلوها إقدام..
عمرك الذي يمضي،
صفحات تعبث بها الأيام..
حكاياتك لمن سيأتي،
مداد صبر وإلهام..
ترقبك لطلعة غد،
 إجلاء ما تراكم من اعتام!



*****


جميلة كـ حلم يذهلك عن واقعك، 
أنيقة كـ وردة تغمرك بالعبير.. 
بديعة كـ بدرٍ في قلب السماء 
بعيدة عنك، ووصلها عسير


*****


أحلامك تأتي وتذهب، وعمرك مرتحِل،
وقلبك يهوى ويغرم، وصبرك مضمحِل..
أفي غدك سرور؟
أم نجم خلاصك أفل؟
هل تنتج زهورك،
إلى جانب الشوك، أمل؟
حبر أيامك يسيل، وموتك ينتظر..
دوّن مرامك، شيّد، دمِّر،
إن شئت فـ استقِر،
وإن شئت فـ استقِل..
 فأحلامك تأتي وتذهب.. وعمرك مرتحِل!



****


وهَجٌ أيامنا وهَجٌ،
إذ تلتقِ العينان وتشتعل المُهَجُ..
وجعٌ أحلامنا وجعٌ،
 كلانا يدرك أن الدرب منقطعُ..



*****


أمتلئ من الطفولة ومن الكبر. من ولع الحياة ومن القلق. من الاعتياد حتى الملل. ومن التلهف عند سقوط المطر. أمتلئ من الهواء ومن الأرق. من العطاء ومن الطمع. من الاختلاف حدّ الجنون، ومن الوحدة بين الملأ. وحنين يفجأ لحظات الصفا. ويقين بمعاودة وصل انقطع. أمتلئ بأنفاس الماضي البعيد، وبأحلام مستقبل يرف على الورق. بالرحيل إلى هناك، وبالانغماس في لحظات الـ هُنا. أمتلئ من النهايات حتى الغرق، وأحاول أدرك كل أمر كيف ابتدأ.


*****


الجحيم، أن تصغي إليك فلا تجد إلا صدىأن تُذهل عن يومك في خضم تفاصيل مضت وتوهمات لم تأتِ بعد. أن لا تقدر على أن تولي للبحر ثقةً ليحتويك مرة أخرى. الجحيم، أن تقّلب رأسك على وسادة تخلو من الأمل


*****


في رتابة الزمن نكون، مثل طنين الساعة. الباعة المتجولين. عصافير الصباح التي أعياها البرد. نكون، إطار الصورة المائل على الجدار. عشبة بين حجرين. قطة ملقاة في منتصف الطريق. نبي بلا أتباع. نكون، مثل كل الأشياء الساكنة التي  تحيطنا، مثل كل الأيام بلا اكتراث نكون، ونمضي. في رتابة الزمن لا نكون عملة ورقية أمام عيون أنهكها السفر البعيد والعمل. أو شعرة بيضاء على رأس أميرة. ولا نبيذا أحمر على أرض صفراء هامدة. أو محارة حبلى يقتطفها بحّار من القاع. أو رسالة مغلفة بالقُبل ليلة العام الجديد. أو شيئا آخر يستوقفنا بضراوة، ولا يمضي.



*****


قلب يخفق على الذكرى، لأمسٍ بعيد بلا كَرّة. دوائر أيامنا تترى، فهل تخطئ خطانا ونلتقي مرة، نشيّد حلمنا الغابر، نعيد رسم أيامنا الحلوة؟