اليوم ولجتُ قاعدة بيانات الإنستغرام المستلقية في أحد أركان الكمبيوتر. الكمبيوتر الذي جلست إليه مسترخيا وبدأت أقلب الصور. صور تعلوها المسرة والبهجة والأمل. الأمل هجر الجميع عندما أعلنت أكثر من جهة بحثية دولية الحقيقة. الحقيقة كانت مخبوءة عن أعين الناس. الناس, كل الناس اُستخدموا لأكبر تجربة علمية في تاريخ العلوم والأحياء والأموات والإنسانية!
حامت كلماتها على رأسي.
الخبر الجلل جلجل الكل. بتنا نرقب تصرفاتنا, حركاتنا, أجسامنا. الأمراض في تنوع وازدياد; فجأة تنبهنا ﻷول حالة تصاب بالزهايمر في الثلاثينيات من العمر. المواليد تأتي مشوهة وأرحام النساء لا تكد تقوى على الحمل والإمكانات الطبية تتقهقر. العلم يقف مهزوزا متلعثما. الجميع في حالة ذهول.
الجميع أدرك أن الموت يخيم على الجميع. قضي الأمر.
ألم يكن بينهم امرأة أو رجل رشيد؟
كيف فعلوا بأنفسهم كل هذا؟
كيف أهملوا كل صيحة نذير وتحذير, وقابلوها بمبالاة باردة وتخدير.
اليوم, بعد أمد طويل, لازالت أجسادهم مشعة تقذف ما بداخلها من مخزون سنوات الجهل والغفلة. لو أنهم تداركوا, لو. هل كان استخدام الهواتف النقالة بستر يقيهم ضربات إشعاعها أمرا مستعصيا؟