سبع أشياء تعلمتها في سبع سنوات من القراءة والكتابة والحياة


ماريا پوپوڤا


سبع أشياء تعلمتها في سبع سنوات من القراءة والكتابة والحياة
بقلم: ماريا پوپوڤا
ترجمة: علي الصباح



١- تعوّد على عدم الراحة المصاحبة لتغيير أفكارك.
عودنا أنفسنا على ما يُعرَف بالقدرات السلبية. نعيش في ثقافة يُعد فيها شيئا من العار أن لا تمتلك رأيا حول موضوع ما, لذلك نعتمد دائما على الانطباعات السطحية لتشكيل "آرائنا" أو نستعير أفكار الآخرين، دون أن نضع الوقت والتفكير اللازمين لتشكيل أي قناعة. بعد ذلك نؤكد تلك الآراء التي تسربلنا وتشبثنا بها كمرتكزات في حياتنا. من المربك جدًا أن نقول "لا أعرف". لكن امتلاكنا للفهم سيكون أكثر أهمية من محاولاتنا لأن نكون على حق - حتى لو تطلب ذلك أن تغيّر آرائك حول موضوع ما، أو أيديولوجية، أو فوق ذلك كله، عن نفسك.

٢- لا تفعل شيئا في سبيل السمعة أو المكانة الاجتماعية أو الاستحسان فقط.
كما لاحظ پول گراهام، "السمعة كالمغناطيس القوي الذي يلوي حتى معتقداتك حول ما تستمتع به. تجعلك لا تعمل فيما تحب، بل فيما يجب أن تحبه." تلك المحفزات الخارجية قد تكون بمثابة تأييد لك ولما تقوم به في لحظات معينة من الحياة، لكنها  لا تعطيك, على المدى الطويل, الإثارة اللازمة التي توقظك في الصباح الباكر وتجعلك تشعر باستحسان حين تنام في الليل - بل إنها غالبا تشتت وتحوّر تلك الأشياء التي تضفي على حياتك مردودات أعمق.

٣- كن كريمًا.
كن كريمًا في وقتك ومصادرك وبإعطاء التقدير للآخرين من خلال كلماتك. إنه من اليسير جدًا أن تصير ناقدًا على أن تكون محتفيًا. دائمًا تذكر أن هناك كائن بشري في نهاية كل تبادل ووراء كل المظاهر الثقافية التي يتم انتقادها. أن تفهم الآخرين ويفهمونك، تلك من أعظم عطايا الحياة، وكل عملية تواصل هي فرصة لتبادلها.

٤- اصنع جيوبًا من السكينة في حياتك.
تأمل. امشِ. قد دراجتك في رحلة إلى وجهة غير محددة. هناك أسباب إبداعية لأحلام اليقظة، بل وحتى للضجر. تأتينا أهم الأفكار حين نتوقف عن استدراج الإلهام بشكل فعال ونترك أجزاء التجربة المتفرقة تطفو في عقلنا اللاواعي إلى أن تتشكل تركيبة مناسبة. من دون هذه العملية الهامة من العملية اللاواعية، يتعطل كل تدفق للعملية الإبداعية.
الأهم من ذلك، النوم. بالإضافة إلى كونه أعظم مثير للشهوة الإبداعية، النوم كذلك يؤثر على كل لحظات يقظتنا، ينظم رتمنا الإجتماعي، بل حتى يسوي أمزجتنا المتعكرة. كن متشددًا ومنضبطًا حيال نومك كما تكون حيال عملك. نميل إلى إنهاك قوانا من خلال الحصول على فترات نوم قصيرة وكأنها شارة شرف تؤكد أخلاقنا العملية. لكن هذا التصرف في الحقيقة هو فشل ذريع في احترام الذات والأولويات. ما الذي يمكنه أن يكون أكثر أهمية من صحتك البدنية والعقلية، اللتان يتفرع كل شيء منهما.

٥- تنصحنا مايا أنجيلو بأن نصدق الآخرين حين يخبروننا من هم. بنفس القدر من الأهمية، يجب عليك أن لا تصدق الآخرين حين يخبرونك من أنت. أنت القيّم الوحيد على تكاملك، وكل الافتراضات التي يفترضها أولئك الذين لا يقدرون على فهم من أنت وما الذي تسعى إليه تكشف الكثير عنهم ولا شيء مطلقًا عنك أنت.


٦- الحضور هو فن أكثر تعقيدًا ومكافأة من الإنتاجية.
ثقافتنا تقيس أهميتنا كبشر من خلال كفاءتنا في العمل، مدخولنا، قدرتنا على القيام بهذا أو ذاك. جماعة الإنتاجية مصيبة بعض الشيء، لكن العبادة في محرابها كل يوم يسلبنا القدرة على الابتهاج والدهشة اللتان تجعلان الحياة مستحقة للعيش - كما عبرت عن ذلك آني ديلارد "كيفية قضائنا لأيامنا هو، بالطبع، كيفية قضائنا لحياتنا".


٧- "توقع لأي شيء ذو قيمة أن يأخذ وقتًا طويلا".
هذه العبارة مستعارة من ديبي ميلمان الحكيمة والمدهشة، حيث يصعب الحصول على شيء أساسي بسبب الاستعجال في ثقافتنا الفورية. أسطورة النجاح الذي يكون بين عشية وضحاها هي مجرد - أسطورة - وهي كذلك تذكير بأن تعريفنا المعاصر للنجاح يحتاج إلى إعادة صياغة ضرورية. كما أشرت في مكان آخر، الوردة لا تتحول من التبرعم إلى التزهير دفعة واحدة، لكن، كثقافة نحن لا نكترث في فترة التزهير المملة. لكن هنا يحدث كل السحر في صناعة شخصية المرء ومصيره.