أرنولد شوارزنگر: لا أكترث إن لم نتفق على تغيّر المناخ



أرنولد شوارزنگر



لا أكترث إن لم نتفق على تغيّر المناخ
بقلم: أرنولد شوارزنگر
ترجمة: علي الصباح


أرى أسئلتكم.
أراها في كل مرة أكتب مشاركة في الفيسبوك أو تغريدة عن حملتي إلى مستقبل للطاقة النظيفة.
هناك دائما فئة قليلة منكم تتساءل لماذا علينا أن نكترث لارتفاع درجة الحرارة, أو تشكك في العلم الذي يؤيد وقوع تغيّر في المناخ.
أريدكم أن تعرفوا أني أسمعكم. حتى أولئك الذين يقولون أن الطاقة المتجددة مؤامرة. حتى أولئك الذين يقولون أن تغيّر المناخ خدعة. حتى أولئك الذين يشتمون بكلمات رباعية.
استمعت إلى أسئلتكم كلها, والآن لدي ثلاث أسئلة لكم.
لنضع التغيّر المناخي جانبا دقيقة. في الواقع, لنزعم أنكم على صواب.
أولا - هل ترون أنه من المقبول أن يتوفى ٧ ملايين شخص كل سنة جراء التلوث؟ هذا يفوق وفيات جرائم القتل, الانتحار, وحوادث السيارات - مجتمعة.
يتوفى ١٩٠٠٠ شخص يوميا بسبب التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري. هل تقبلون هذه الوفيات؟ هل تقبلون أن يكبر الأطفال في مختلف أنحاء العالم وهم يتنفسون من أجهزة استنشاق؟
الآن, سؤالي الثاني: هل تعتقدون أن الفحم والنفط سيكونان طاقة المستقبل؟
إلى جانب حقيقة إتلاف الوقود الأحفوري لرئتينا, الكل يتفق على أنهما إلى نضوب. ما هي خطتكم لما بعد ذلك؟
أنا, شخصيا, أريد خطة. لا أريد أن أصير مثل آخر حصان مع بائع العربات الذي ظل مقاوما حتى اكتسحت السيارات الشوارع. لا أريد أن أكون آخر مستثمر في متجر بلوكبستر Blockbuster لتأجير الأفلام لحظة ظهور النتفلكس Netflix. هذا بالضبط ما سيحدث للوقود الأحفوري.
توفير طاقة نظيفة للمستقبل هو استثمار حكيم, وكل من يخبرك خلاف ذلك فهو إما مخطئ أو يكذب. في كلا الحالتين, لن أقبل نصيحته الاستثمارية.
الطاقة المتجددة أثرها عظيم على الاقتصاد, وليس عليك أن تأخذ كلامي حول ذلك. كاليفورنيا لديها أكثر القوانين البيئية ثوريّة في الولايات المتحدة, فنحن نجني ٤٠٪ من طاقتنا من مصادر متجددة, ونحن أكثر فعالية باستخدام الطاقة بنسبة ٤٠٪ من سائر الولايات. كنا من الأوائل في تبني مستقبل للطاقة النظيفة.
اقتصادنا لم يعاني. في الواقع, اقتصادنا في كاليفورنيا ينمو أسرع من اقتصاد الولايات المتحدة. نحن في صدارة أمتنا في التصنيع, الزراعة, السياحة, الترفيه, التكنولوجيا الحديثة, التكنولوجيا الحيوية, وبالطبع في الطاقة الخضراء.
لدي سؤال أخير, وسيتطلب بعض الخيال.
هناك بابين. وراء الباب رقم ١ غرفة محكمة الإغلاق, تحتوي على سيارة اعتيادية تعمل بالبنزين. وراء الباب رقم ٢ غرفة مطابقة, ومحكمة الإغلاق, تحتوي على سيارة كهربائية. كلا المحركين يعملان بأعلى سرعة.
أريدك أن تختار بابا لتفتحه وتدخل الغرفة وتغلق الباب وراءك. عليك أن تمكث في الغرفة التي اخترتها لمدة ساعة واحدة. لا تستطيع أن تطفئ المحرك. لن تمتلك قناعا واقيا من الغاز.
أخمّن أنك ستختار الباب رقم ٢, مع السيارة الكهربائية, صح؟ الباب رقم ١ هو اختيار قاتل - من يريد أن يتنفس هذه الأدخنة؟
هذا هو الخيار الذي يقرره العالم الآن.
سأستخدم إحدى الكلمات الرباعية التي تحبونها أنتم المعلقون, أنا لا أكترث إن لم تؤمن بتغيّر المناخ. لا أكترث بتاتا إذا قلقتم بشأن ارتفاع درجات الحرارة أو ذوبان الكتل الجليدية. لا يعنيني من منا على صواب من الناحية العلمية.

كل ما أتمناه هو أن ترافقوني لفتح الباب رقم ٢, إلى مستقبل لطاقة أذكى, أنظف, أكثر صحة وفائدة.