كلمات: ليلى


ليليث




 اسم ليلى من الأسماء القديمة جدًا. نجده في التراث العبري من خلال قصة <<ليليث>>. القصة معروفة للأحبار الذين كانوا يطلقون عليها اسم حواء الأولى، أو الزوجة الأولى لآدم. إلا أن تفاصيل قصتها مُنعت من التدوين في التوراة وبقيت تتناقل بالأخبار الشفهية، جيلا بعد جيل. إلى أن جاء كاتب مجهول الهوية في بلاد الرافدين في العصور الوسطى، لم يكترث بالتقاليد القديمة، دوّن نصًا غير قانوني (أبوكريفا) عرف باسم أبجدية ابن سيراخ وفيه روى قصة ليليث.


القصة عابرة للثقافات. عُرفَت عند السومريين في الألفية الثالثة قبل الميلاد باسم <<لِيل>> Lil وكانت عبارة عن عاصفة مدمرة. ثم ظهرت عند الساميين المقيمين في بلاد الرافدين تحت اسم <<ليليث>>، ومن خلال ارتباطها مع كلمة <<ليل>> العبرية عُرفَت ليليث بالعفريتة الليليّة التي تقبض على من ينام وحيدا، وتتسبب باحتلامه. في القرن الثامن قبل الميلاد ظهرت ليليث في سوريا وارتبطت بالشيطانة <<لاماشتو>> التي تفترس الأطفال حديثي الولادة


في الثقافة العبرية تتخذ ليليث صورة امرأة مخلوقة من طين، تماما مثل زوجها آدم. ما دفعها أن ترفض الخضوع لزوجها عندما أصر أن تكون خادمة له وأن تكون أسفله عند معاشرتها. قررت أن تهرب منه، فنبتت لها أجنحة حلّقت بها بعيدًا عن جنة عدن. ألبسها حاخامات اليهود صفات عديدة جراء تصرفها؛ شيطانة خطيرة تظهر ليلًا، فاحشة جنسيًا، تخطف الأطفال في حلكة الليل.


جاء ذكرها في في التلمود البابلي ثم استمرت قصتها في التشكل والتطور خلال القرون الوسطى. يذكر الحاخام إسحاق الفاسي أنها تركت آدم ولن تعود إلى جنة عدن بعد أن قررت أنها لا ترغب في الخضوع له، كونها وإياه خلقا من نفس الطينة ما يعني أنها ند له، واقترنت بالملاك سمسمائيل (سمائل). يقول الحاخام حنينة: "يجب على المرء ألّا ينام وحيدا في البيت، ومن ينام في البيت وحيدا تستولي عليه ليليث".


ورد ذكر قصة ليليث ما بين القرن الثامن والعاشر الميلادي في كتاب لمؤلف مجهول بعنوان "أبجدية ابن سيراخ" يعد أقدم نص يشير إلى كونها زوجة آدم الأولى، وفيه أيضا أنها إنما وجِدَت لتُمرِض الأطفال الرضع، إن كان الطفل ذكرا فإنها تسيطر عليه مدة ثمان أيام من ولادته، وإن كانت أنثى فإنها تسيطر عليها مدة ٢٠ يوما. وأقسمت لله بأن لا يكون لها سلطان على الطفل إن وجدت عنده تميمة تحمل اسمه. هذه القصة شاعت في تلك القرون ودخلت إلى الثقافة العربية، عبر جماعة أهل الحديث، تحت اسم <<أم الصبيان>>. يروي البيهقي، في القرن الحادي عشر الميلادي، حديثا يحفظ الأطفال الصغار من الأذى: "من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان".


وتظهر ليليث في اللغة الإنگليزية عبر كلمة lullaby (التهويدة أو اللِّيلوة) وهي أغنية تنشدها الأم للطفل حتى ينام. أما في اللغة العربية، فقد ورد عن اسم ليلى في لسان العرب: "ولَيْلى: طويلة شديدة صعبة، وقيل: هي أَشد لَيالي الشهر ظلمة، وبه سميت المرأَة ليلى".