رسالة انتحار: شكرا للحياة





ڤيوليتا پارا - southernexposurearts.org







تعرّفت الفنانة التشيلية، ڤيوليتا پارا، حين كانت في الأربعينيات من عمرها، على شاب سويسري يصغرها بتسعة عشر عاماً، ووقعت في حبه. انتهت علاقتهما بعد سنوات قليلة من العيش سوياً. وكتبت حينها قصيدة "شكراً للحياة" التي كانت بمثابة رسالة انتحارها، حيث أطلقت النار على رأسها لتخر ميتة على السرير بجانب قيثارتها. 





شكرا للحياة - ڤيوليتا پارا
ترجمة: علي الصباح







شكراً للحياة التي منحتني الكثير
أهدتني جوهرتين إن فتحتهما
أُميّز بوضوح الأسود عن الأبيض
وفي السماء العميقة أُميّز النجوم
ومن وبين الجموع أُميّز الرجل الذي أحب



شكراً للحياة التي منحتني الكثير
أهدتني السمع الذي يتمدد حتى
أسمع الحشرات وطيور الكناري ليل نهار
المطارق والمحركات، النباح والعواصف،
وصوت محبوبي الحنون



شكراً للحياة التي منحتني الكثير
أهدتني الأصوات والأبجدية
من خلالهما أفكّر وأُعَرِّف:
"أُم"، "أب"، "أخ" والنور الساطع على
الطريق إلى روح الذي أحبه



شكراً للحياة التي منحتني الكثير
أهدتني خطوات قدميّ المتعبتين
من خلالها اجتزت مدناً ومستنقعات
ودياناً وصحارى، جبالاً وسهولاً
ومنزلك، وشارعك، وفناء دارك



شكراً للحياة التي منحتني الكثير
أهدتني هذا القلب الذي يختلج
حين أنظر إلى ثمرة العقل البشري
حين أنظر إلى مدى بُعد الخير عن الشر
حين أنظر عميقاً إلى صفاء مقلتيك



شكراً للحياة التي منحتني الكثير
أهدتني الضحك وأهدتني الدموع
من خلالهما أُميّز بين السعادة والألم
العنصرين اللذين يشكلان أُغنيتي
وأُغنيتك كذلك، التي هي نفس الأغنية
وأُغنية كل أحد، التي هي أغنيتي ذاتها.