الشيفرة - كيف اقتحمت السرية في العصر الرقمي



اسم الكتاب: الشيفرة - كيف اقتحمت السرية في العصر الرقمي
المؤلف: ستيفن ليفي
تعريب: عبدالإله الملاح
سنة النشر: الطبعة العربية
عدد الصفحات: 549
دار النشر: العبيكان



كتاب الشيفرة يروي قصة بداية انتشار استخدام ادوات التشفير بعد الحرب العالمية الثانية ومحاولة وكالة الامن القومي للحد من انتشار التشفير واعتبار أجهزة التشفير من أدوات الحرب!!

بعد الحرب العالمية الثانية كانت المصادر المتوفرة لعلم التشفير قليلة جدا, وكان هذا العلم محاط بالسرية الشديدة, وفي عام 1952 تم انشاء وكالة الأمن القومي بمرسوم سري من الرئيس الأمريكي ترومان وكانت تهدف الى شيئين:
1- حفظ\تشفير البيانات الحكومية
2- رصد  كل ما يبث في وسائل الاتصالات الأجنبية
يعني كان على الوكالة ان توفر تقنيات متفوقة لتشفير البيانات الحكومية وفي نفس الوقت ان يكون لها القدرة على فك تشفير بيانات الاخرين.

فجندت الكثير من العلماء في مجال الرياضيات والكمبيوتر للعمل داخل الوكالة, وكانت اعمالهم وابحاثهم سرية ولم يسمح لهم حتى بالحديث عنها.

في تلك الاثناء قام اثنين من المهتمين في مجال التشفير وهما ديفي وهيلمان بنشر بحث لهم عن فكرة جديدة في مجال التشفير وهي فكرة المفتاح العام, حيث كانت تعتبر شيء اقرب للجنون, فلم يكن مقبولا تشفير البيانات باستخدام مفتاح عام وليس سري كما جرت عليه العادة.

هيلمان وديفي نشرا عملهما في عام 1976 ولكن هناك من سبقهم الى هذه الفكرة في سنة 1969 ولكن لم ينشرها وهو جيمس إلليز الذي كان يعمل لدى القيادة العامة للاتصالات وهي جهة بريطانيا عملها قريب لعمل وكالة الامن القومي الامريكية.

سأنقل ما ذكره المؤلف عن جيمس إلليز:
كان رجلا وقع على فكرة ثورية وعاش ليرى الاخرين يفوزون بالشهرة لإعادة اكتشافها, وتجشم عناء كتابة بحث يعرض لمساهمته وانتظر, بلا جدوى, لكي ينشر في حياته, إنه ذلك الرجل الذي رأى فكرته, عندما قدمها الاخرون, لم تزدهر فحسب بل خلقت صناعة جديدة ومجتمعا جديدا أيضا, وأحدثت تحولا جذريا في الموضوع, نقلة نوعية لدرجة أن عالم الظلال لم يعد هو نفسه. إلا أنه لم يكن بمقدوره , ولم يكن ليقوم بذلك, أن يخرق القوانين, ويكشف عن أسراره للاخرين, ولا حتى لقرينه في القطاع الخاص.

حزينة جدا  قصة جيمس إلليز, حيث انه امضى اغلب عمره يسمع ويشاهد اشخاص اخرين غيره يمدحون ويحصلون على الثناء لعمل هو سبقهم اليه بسنوات, ولكن طبيعة وظيفته حتمت عليه السكوت, فسكت.

الكتاب يروي احداثا كثيرة حاولت فيها وكالة الامن القومي من منع ما ينشر في مجال التشفير, منها متابعتها لكل ما يسجل من براءات اختراع في مجال التشفير, ومحاولتها لمنع اشهر كتاب كلاسيكي في موضوع التشفير وهو كتاب مفككوا الشيفرة لديفيد كاهن الذي نشره في الستينات وحاولت وكالة الامن القومي منعه.
-----
نشرت هذه المقالة في العدد 12 من مجلة عرب هاردوير